الحسن زاهر: الكلمات التي لا نحررّها… ستسجُننا لاحقاً

الوحدة: 17-6-2020

 

كتب الشعر، ضمّن أشعاره كلمات فلسفية، وما زالت علاقته بالشعر مثيرة للجدل. الحسن زاهر، سألناه من أنت في سطور؟

ابنُ الحياة، الملاحظة والتجربة، ولم أرَ نفسي يوماً غير ذلك، أطاردُ حدسي دوماً، وأبحثُ عن ذاتي من خلال العثور على الآخر، أعلمُ ما هي معركتي في الحياة، ولا أتوقعُ أن أخرجَ منها دون ندبة، هدفي أن أكون نفسي… أن أعتنقَ ظلامي، لأنه دفعني إلى السعي نحو النور، هو الشاب الحسن زاهر صاحب موهبة شعرية راقية ورقيقة.

– كتبت الشعر متي بدأت؟

بدأتُ بالكتابة منذُ أكثر من ثلاثة عشر عاماً، عندما أدركتُ أنَّ الكلمات التي لا نحررها، ستسجُننا لاحقاً!

 – الشعر في زمن الحرب، كيف ظهرت آثار الحرب في شعرك؟

 أؤمنُ أن كل ما في الكون مرتبطٌ بطريقة أو بأخرى، وإن كان قدري أن أكتب، فلا يمكنني أن أصفَ الحُبَّ والوطن والسماء دون أن أسألَ نفسي: ما الغايةُ من وجود كلِّ منها؟ ما هي بدايةُ الحلقة، ما نهايتها، وكيف يمكنني أن أحطمها؟ لا أستحقُّ أن أكتبَ الحياة، إن لم أمت في طريقي إليها.

– كم من القراءات نحتاجها اليوم لكي نحصل على حصيلة شعرية غنية؟

 سأختلف ربما مع معظم كُتَّاب اليوم مجيباً عن هذا السؤال، فرغم الأهمية الجوهرية للقراءة والإضافات الساحرة التي يمكن أن تقدمها لكاتب، إلا أنني لا أعتقدُ أنها الطريق الوحيد والحتمي للكتابة. لم أقرأ كتاباً منذ سنين طويلة، وعندما يسألني أحدهم عن السبب أجيبه: أنا أقرأُ الناس، وهو ما يحتاجه كاتبُ الحقيقة الذي أتوق أن أصبح عليه.

– ماذا عن مجموعاتك الشعرية هل ضمنتها بكتاب؟ وإن لم يكن ذلك متى سترى مجموعتك الشعرية النور؟

أؤمنُ أنَّ العمل الجيد يحتاجُ وقتاً أطول، لذا أفكرُّ دوماً في الخطوة التالية قبل تنفيذها، أحدثُ كُتبي هو (ثورةُ التفاصيل)، وهو كتابُ نصوص أتمنى أن أكون قادراً على نشره قريباً عندما أصطدمُ بالفرصة المناسبة!

اعتدتُ أن أقول: أحتاجُ وقتاً بمفردي!

حتى أصبحتُ اليومَ وحيداً في مواجهة الزمن!

أتذكرُ ذهولي عندما قرأتُ عن زُحل للمرة الأولى…

بطريقةٍ ما، توقفَ الكونُ الآن عن إدهاشي!

بطريقةٍ ما، توقفَ الكونُ عن الوجود!

توقفت أنت عن الوجود…

وتوقفتُ أنا…

أتمنى لو أنني إلهٌ ما…

كنتُ سأقول للوجود: لا تكن…

فهل سيجرؤ أن يكون؟

لكنني طحلبٌ أسودٌ…

أشتهي القلوب الرطبة، باستمرارٍ خانق!

أقومُ بعملية التمثيل الظلامي، لأكون قادراً على تمييز الضوء عند قدومه!!!

أنا شعورٌ سائلٌ أنضحُ بالقلبِ الذي أوضعُ بهِ!!!

آخذُ شكله بسهولة زرقاء…

لكنني أتبخَّرُ بمجرد أن ينبض بسرعة!

أما عن قلبي، فهو عيني الثالثة!

التي أعمَتها الشهوة، لذا يعجزُ الحُبُّ اليومَ عن إيقاظها!

فأنامُ، لأستيقظَ في داخلي!

ويتوقف كل ما حولي عن الوجود…

تتوقف أنت عن الوجود…

وأتوقفُ أنا عندَ الوجود!!!

على حافته المقدسة!

ويقولُ، مُقدِّماً لي دهشة فضية جديدة: كُن!!!

فهل سأجرؤ يوماً… أن أكون!؟

نور محمد حاتم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار