رسومات في مسارات الحياة ومدارسها لفريق بناء المهارات

الوحدة: 17-6-2020

 

 

شباب كبار وصغار يملؤهم الحب والفرح والواجب الذي دفعهم ليسكبوا أغاني قوس قزح في مسارات حياتنا وعلى الطرقات العارية وحيطان مدارس الأولاد، حيث تطايرت فراشات وجذور شجرة امتدت أغصانها وأورقت ألحاناً ورصفت ورقعت مطبات هذا الزمان المغبر بالوباء، ولا يتوقف العمل والاجتهاد فيهم عند حد ليعلو الوطن والإنسان.

الشاب الصغير فارس الداود أشار أنه يشارك الفريق في مبادراته ونشاطاته منذ أكثر من ثمانية أعوام، ولا يرغب أن تفلت منه أية مبادرة أو عمل، يحب الرسم على اللوحات الكبيرة والمساقات مثل شجرة كبيرة امتدت أغصانها وأياديها فيشرق الحياة والفرح على جدار كبير في مدرسته، كما يحب العمل التطوعي وتشغله الأشغال اليدوية التي تتطلب منه المهارة والصبر.

أكدت السيدة رنا السبع، مدربة، أن هذه المبادرة لم تكن لتكتمل لولا هؤلاء الأولاد المحملين بالآمال والمثقلين بالأحلام، وهم يعون القواعد الاحترازية ويحافظون على مسافات التباعد الآمن في أماكن الازدحام فرسموا على جدران المدارس والروضات للتوعية من الوباء، فكانوا ينقسمون ليشارك كل سبعة أو ثمانية منهم في ورشة لتحقيق شروط السلامة والإنقاذ، وخلال شهرين ونصف الشهر كانوا قد أنجزوا رسومات على جدران المدارس التالية: (فارس صبيح، نادر جراد، عدنان غانم، معتز حيدر، الجنديرية، كاسر داؤود، توفيق حمود) وعلى حيطان المراكز الثقافية (عين البيضا، بيت ياشوط، الحفة، بكراما، عين الشرقية، القرداحة، يرتي، دير حنا) بالإضافة إلى مركز الفنون التطبيقية والمسرح القومي في اللاذقية.

 

المدرب مجد غنايمي قال: كوني أستاذاً في مادة الرسم فقد أشارت علي السيدة آمال طوبال رئيسة فريق بناء مهارات الحياة وأنا واحد من أعضاء الفريق أن نرسم على جدران المدارس والأرصفة، وقد شاركني عدد كبير من الأطفال واليافعين، وبالتأكيد جاءت الرسوم على الجدران الخارجية بسبب إقفال أبواب المدارس في وجه كورونا، ومنها مدرسة بدر مالك خدام في شارع أنطاكية لنغزوها برسومات وألوان أتينا بها حسب القدرة والحاجة، ولم أكن أتوقع أن لأطفالنا كل هذا الإلهام والنشاط، الذي أبرزوا فيه حب الوطن وأهلهم ومدرستهم التي زينوها وألبسوها حلة جديدة فكنا معاً في متعة واستثمار للطاقات بما هو مفيد ويبث شمس الحياة.

المدربة بهية ياسين والتي ابتعدت مع أولادها عن المدينة وضجيجها بمساحات ومسافات لتصل أشغالهم إلى الريف، وقد حمل كل منهم فرشاة فنان، وألواناً من الدهان الذي يصعب على كل الأعاصير وتقلبات الزمان النيل منها أو محي خطوات طبعوها على الطرقات، حيث قالت: اخترقنا برسوماتنا مسافات الزمن وتجاوزنا المساحات لنصل مدرسة الشهيد طلال إبراهيم في قرية الجنديرية ونرسم على جدرانها كل ما حملته لنا من جمال، سكبناه بقصائد لونية وقوافٍ شعرية لا تخلو من اللحن، والأولاد الذين شاركوا في المبادرة لأيام عدة لم يتأففوا من طول أوقات العمل ولم تلههم الألعاب إذ كانوا جادين ومثابرين على إنجاز العمل.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار