حارس القدس … طريق المقاومة

الوحدة: 17-6-2020

 

عروبتي ومسيحيتي توءمان، من لا يحب أمته خائن لربه، بهذه الكلمات بدأ الكاتب حسن م. يوسف الحوار المفتوح الذي أقامه المركز الثقافي العربي في بانياس، وفي حديثه مع الوحدة قال: هذه الندوة تلمس استجابة الناس للعمل ووضع مفاتيح بين أيديهم لفهم مزيد عن العمل وظروف إنتاجه وتكاد تكون لقاء ثقافياً لاستذكار هذا العمل الذي قدم خلال شهر رمضان، كما أنها تقدير لشخصية المطران ايلاروين كبوجي الذي شرف بلاد الشام بنضاله، فنحن نعلم أن  سورية قدمت نموذجين من رجال الدين، الأول خرج من مدينة جبلة وهو الشيخ عز الدين القسام الذي قاوم العثمانيين وعندما حكم عليه بالإعدام فرّ من سورية إلى فلسطين وهناك اكتشف بحسه الوطني العميق خطورة الاستعمار الصهيوني الذي كان يرسخ جذوره في تربة فلسطين فقاد المقاومة ضد الاحتلال البريطاني والمستوطنات الصهيونية واستشهد عام ١٩٣٦بعد أن أسس للمقاومة الوطنية في فلسطين، ليأتي المطران كبوجي من الضفة الأخرى لنهر الدين الشامي ويذهب  إلى فلسطين ويكتشف عدالة القضية وأن هذا العدو السرطان لا يمكن أن يقاوم إلا باللغة التي يفهمها وهي العنف، لذا يقوم بسيارة الكنيسة وتحت ستار جواز سفره الدبلوماسي بتهريب الأسلحة إلى المقاومة وتأسيس أول خلية للمقاومة في فلسطين المحتلة، وعن استجابة المشاهدين قال: تم تكريمنا من خلال المشاهدين فهناك فتاة جالت أهم المعالم الأثرية للقدس ومعها ورقة كتب عليها اسم كاتب حارس القدس واسم المخرج وهكذا نكون بالرغم من الاحتلال زرنا القدس، وأضاف: أريد من الجمهور عدم التساهل معنا وأن يكشف عيوبنا ويرتقي بنفسه ويقرأ ويشاهد ويتابع لأن الروح لها غذائها وعندما لا نقدم للروح غذائها الذي هو الثقافة تموت، و تابع حديثه قائلاً اشجع أن يشاهد الأطفال العمل وأحد الفيديوهات المرسلة لي هي لطفل يحمل عصا عليها شريطة لتكون شبيهاً بصولجان البطريرك ويقوم بضرب الأرض ويقول (أنا  كبوجي، القدس عربية) وبالفعل قد مسني هذا الفيديو عنيقاً و أنساني كل المتاعب، وعن المتاعب التي واجهت العمل قال  المطران كبوجي كشخصية هو شخصية منيرة كما القنديل ينير ما حوله لكن جسمه يبقى في الظلام ومن طبيعة المطران كبوجي عدم الحديث عن نفسه وأنا عانيت بالحصول على معلومات شخصية ولكنني تمكنت من الحصول على نسخة من كتاب ذكريات  المطران في السجن بمساعدة الصديق غسان الشامي وقد حرره الصحفيان اللبنانيان سركيس أبو زيد وأنطون فرانسيس وأرسلاه لي قبل طباعته بعام، أخيراً الحياة جملة مفتوحة.

وفي لقائنا مع مدير الثقافة في طرطوس الأستاذ كمال بدران قال: ذكرنا من خلال الندوة التي تأتي ضمن تسليط الضوء على العمل الفني الذي قدم خلال شهر رمضان حارس القدس وهو عمل درامي جاء في الوقت الذي نرى فيه أبواقاً إعلامية تدعو فيه إلى التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي إضافة إلى أنه لسيرة ذاتية شخصية وطنية كبيرة قاومت الاحتلال من موقع مختلف وهي رجل الدين، كما سلط الضوء على نقاط عديدة من بداية النكبة الفلسطينية ١٩٤٨ وحتى وفاة المطران كبوجي عام ٢٠١٧ مروراً بالأزمة السورية التي نتعرض لها وموقفهم من الوطن الأم سورية وقد ظهر جلياً في العمل أن الأزمة في سورية هي امتداد لنكبة فلسطين لأن الاحتلال الإسرائيلي يعمل على إضعاف سورية من أجل الهيمنة على فلسطين، وأضاف القالب الدرامي جاذب لجميع شرائح المجتمع وتجسد هذا في العمل حيث كان يجمع أفراد العائلة من الصغير للكبير وهذا ما حصل معي شخصياً فقد كان ابني وعمره ست سنوات مع أنني لا أستطيع أن أدرك مدى فهمه لهذه الحالة لكن كان  الشغف والمتابعة واضحين  من خلال تجسيد أبطال المسلسل وعلى رأسهم المطران كبوجي وهذا دليل على الشغف والمتابعة للعمل.

رنا ياسين غانم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار