الشاعر هيثم شاهين: في مشرقي تزهر سحابة

الوحدة: 15-6-2020

 

هيثم شاهين شاعر سوري من قرية الجباب التابعة لناحية القمصية منطقة الشيخ بدر محافظة طرطوس، عشق الطبيعة فنادته لتمنحه من روحها أعذب الترانيم التي سطرها في قصائده حتى ترتدي ثوبها الشفيف الذي يحمل بين طياته عبق الأصالة والجمال، وهو يرى أن الكتابة لا يمكن التحكُّم بها حتى بأجمل الكلمات، ولا يمكن أن تكون الكتابة انعكاساً لماهية الرغبة، لأنها تفوق ذاتها، إنها علاقة مثالية ورحلة خيالية تجمع ما بين الهاجس والفعل، وبين الكلمات والموسيقا، وبين الذات والعالم.

يقول عن بداياته: ولدتُ في قرية زراعية وادعة الجمال مطلة على بحر أفروديت، بين سنابل القمح وأشجار السنديان، والريحان مما جعل روحي هائمة في هذا الجمال الرباني، فتفاعلتُ مع هذه الطبيعة الخلابة، وانعكست صورتها في ذاتي، فرعف دني بموروثها وحاضرها ومستقبلها، وغنت للوطن للإنسان لله الذي وهبني هذه الكنوز الطبيعية والأخلاقية والثقافية، وقد كنتُ حاضراً في كل المنعطفات التي مر بها هذا الوطن بناسه من انتصارات وانكسارات، وكوني من صغري كنتُ مولعاً بالفلسفة كانت كلماتي تدق آذان الكبار فيعجبون بما أقوله، تعلمتُ في مدرسة القرية، ونلتُ الشهادة الثانوية، فانتسبتُ إلى الكلية الحربية، وتخرجتُ منها بتقدير جيد جداً.

وعن ثقافته يضيف قائلاً: وكوني أعشق القراءة ومولعاً بالثقافة، فقد قرأتُ لرجال الفكر والشعراء، وتفاعلتُ معهم كثيراً، منهم أجاتا كريستي، محمود درويش، نزار قباني، ابن رشد، وزكي الأرسوزي، وقرأتُ في الأدب المهجري والجاهلي والعباسي الكثير الكثير من الدواوين والمجلدات، مما كان له انعكاس في قراءاتي ورؤيتي الأدبية والواقعية، فكتبتُ ما يزيد على خمس مئة قصيدة ومنشور.

وعن وسائل التواصل الاجتماعي يتابع: وكان لوسائل التواصل الاجتماعي دور كبير في ظهور العديد من المنتديات الأدبية الراقية، كمنتدى أوتار الذي عملنا جاهدين على إنجاحه، وإعلاء الكلمة الطيبة، فاستطعنا أن ننقله من الكون الافتراضي إلى الواقعي، وبجهود ثلة من الشعراء والأدباء المبدعين، أصبح صرحاً ثقافيً ينهل منه الكثيرون من رواد الثقافة والأدب والفكر.

ثم ختم حديثه بهذه القصيدة:

عكازة الزمن

في مشرقي

تزهر سحابة

المجرّة…

وتتفتح سوسنات

الشّموس

معبّقة باديم

الشرف…

فيقطف ضوء

القمر…

ويتجدد نسغ

الحياة….

فيمرج خصبا

على قلال

الأماني…

ويعانق نشوز

الغيم

ضباب السهول

في مفازاتها…

فيودق على مفارق

الشّيب….

هناك حطّت عكازة

الزّمن..

لتستريح على جيد

الشّباب…

فدعيني ألملم بقايا

حرية..

من كلمات ترملت

على جذوع جذت

وحجارة تشظّت

على لهيب

الاغتراب…

وبقيت بوابات

كرامتهم….

مشطورة على مزاج

القسيسين والشيوخ..

يقدمون عثراتهم قواميس

إفتاء…

تبحر في خلجان

إرثنا…

بمجاديف تثير

مذاهب أمواجنا…

تشرعنه أهواؤهم

بأطناب مقبوضة

بسعير

أسيادهم…

د. رفيف هلال

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار