(الحضارات والتجاوز)… باكورة الأنشطة الثقافية بعد انقطاع

الوحدة: 14 حزيران 2020

وسط حضور لا بأس به، استأنف فرع اتحاد الكتاب العرب باللاذقية أنشطته بعد انقطاع بسبب الكورونا بمحاضرة للسيد حسن أحمد حملت عنوان (الحضارات والتجاوز) قدمتها أمينة سر الفرع الأديبة مناة الخير, وذلك في صالة الجولان بمقر الفرع. في مادتنا الآتية نلقي الضوء على أهم ما جاء فيها من محاور وأفكار أغنت موضوع المحاضرة..
بداية أوضح المحاضر من حيث الرؤية الواقعية العلمية والتاريخية إن كل المعطيات تأتي في صالح حدوث التغيرات اللاحقة والحاسمة التي كانت أساساً في انتقال البشرية من حال إلى حال وصولاً إلى ما هي عليه اليوم, مع تمكين فكرة القدرة على التجاوز عندما تتراكم المعطيات القادرة على إحداث ذلك استجابة ليس للرغبات فقط, بل للنشاطات البشرية ذات الصيغة الموضوعية الممكنة لحالة التجاوز، والنشاط البشري هو نشاط مجموع الأفراد وما ينجزونه, قد يكون ذلك كتلة واحدة أو نشاطاً متذرزراً، والإنسان الفرد يمكن أن يكون مثالاً عندما يمارس إمكاناته في تجاوز الإعاقات التي تحصل له, أو عند الانخراط في نشاطات تمكنه من تحسين ظروف حياته مع الآخرين, بعد تقويم سليم للإربكات التي تعترضه وإمكانية تجاوزها, ولابد من توفر المناخات الاجتماعبة والثقافية والسياسية لنجاح تجاوز الإعاقة، والتجاوز محكوم بتجدد الطاقات، ثم تحدث أحمد عن أهمية الذاكرة الجمعية ذاكرة الشعوب والأمم وما تختزنه, وعرّف الحضارة بأنها كل فعل عقلاني في مجرى التطور البشري, وهي حاصل فعالية العقل, وتتضمن الفنون والآداب والشرائع والعقائد والعادات والعلوم والعمران والسياسة وأساليب العمل ..إلخ، ومّيز بين مصطلحي الصدام والصراع الحضاري فالأول تدميري في حين أن الصراع ضروري لنمو الحضارة حين تنافس غيرها، ومن خلال صراع المتناقضات يحصل التطور والسير نحو الأفضل، وتحدث أيضاً عن استبعاد الحركة الدورانية للحضارات وعن التجاوز بأنه ليس فعلاً تلقائياً بل هو نشاط إنساني متعدد الجوانب, فعل إنتاج وتغيير إيجابي يتحول إلى ثقافة ونهج حياة للمجتمع تتمخض عنه حالة انقلابية إيجابية المردود, تترسخ صانعة تقاليدها حتى إذا استنفذت طاقتها الإيجابية يمكن أن تعاني الركود مالم تنخرط في تحديث نشاطها الذي تتحكم به عوامل موضوعية ومقدرة ثورية على التخلص من المعوقات، والتجاوز وزحزحة الثابت هو أحد أهم معايير الوجود الفاعل, وأدناه عدم الموت في حين أعلاه صناعة تاريخ يتجدد وبفاعلية.
كما تحدث المحاضر عن حالة العرب في امتحان التجاوز وعن الهوية وعن درجات التجاوز الثلاث:
التجاوز الكلي أو الحاسم والتجاوز الجزئي والتجاوز الوهمي. وختم المحاضر حسن أحمد محاضرته بالحديث عن سبل التجاوز الفاعل, والذي يعتبر مشروع الأمل في العبور إلى المستقبل, ومقاربته من زاوية الحلم والإرادة في تجاوز استعصاء الحاضر, والخروج منه. فالتجاوز يفترض انخراط المجتمع في حراك لا رجعة عنه نحو مستقبل أفضل.

رفيدة يونس أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار