الوحدة: 11- 6- 2020
جلست أمامي مشرئبة العنق، تفرّك كفّها بجبينها، وتلف ساقاً على ساق، وطفقت تحدثني – من دون مقدمات – عن ثقافتها الواسعة وعن تبحرها في العلوم، لا بل عن أخبار الذرة والكمبيوتر، وشرعت ترسم تصوراتها عن القرن الثاني والعشرين، وتحلف أغلظ الايمان أن مخططاتها تلك ستتحقق على أرض الواقع.
وليس غريباً ذلك فهي معروفة بين أقرانها وقريباتها بسعة الخيال، وعمق التفكير، ورجاحة العقل وأنهم يرجعون إليها ويستشيرونها في كل صغيرة وكبيرة، وكلمتها بمثابة السيف القاطع، وعندما حاولت أن أقاطع سيل حديثها المتدفق جحظت عيناها أمامي، وقالت: ماذا؟! أتشكين بأي شيء مما قلته..؟!
وما يزيد الطين بلة بأنني أعرفها جيداً وأعرف شطحاتها، وأنها تدّعي العلم والمعرفة والثقافة والفن و.. على الرغم من كونها لا تفقه ثلث الثلاثة..
عندها كتمت ابتسامة كادت أن تنسل من بين شفتّي، فقد تذكرت ذاك الشاعر الذي كان لا يكف عن نظم أشعاره الركيكة، عندما طلب من العقاد أن يهدي إليه أحد دواوينه، وأمام الإلحاح المستمر لأن يكتب له العقاد إهداء على الديوان، ما كان من الأديب الكبير إلا أن تناول قلمه، وكتب أغرب إهداء أدبي في التاريخ، لقد كان الإهداء العقادي الساخر اللاذع عبارة عن سطر واحد يقول: إلى شاعر العرب في شارع العجم.
ما رأيكم ألا تليق تلك العبارة بصاحبتنا المتثاقفة..؟!
رفيدة يونس أحمد