الوحدة 11-6-2020
أتكئ على الشعر لأكون، لأسير محمولة بالشغف والطموح، هذا ما قالته الشاعرة سلمى اليوسف ابنة الـ26 ربيعاً..
مهندسة تكنولوجيا معلومات وطالبة دراسات عليا في الفرع نفسه، عندما طلبنا منها التعريف عن نفسها.. كتبت الشعر مستوحية من واقع ملاصق لها لم تنفصل عنه أبداً، استفادت في تجاربها الأدبية من الانفتاح على التيارات الأدبية المتعددة والمختلفة .التقيناها لتحدثنا عن تجربتها في الأدب والشعر.
– عرفناك شاعرة وأديبة متى بدأت؟
المحفّز الحقيقي لي بدايةً كان دفتراً أهداني إياه والدي في عمر العاشرة حيث حاولت تقليد قصائد كتب المدرسة بمحاولات ساذجة ومضحكة ما زلت أحتفظ بها، من هنا أصبح وجود دفتر يرافق خطاي حتمية في حياتي إلى الآن، وصولاً إلى مسابقات المدرسة الأدبية وعدم تصديق زملائي ومعلمتي أني من أكتب مواضيع التعبير خاصتي.
منساقة بدهشتي أمام كلمات جبران في الثالثة عشر وليس آخراً اكتشاف شغفي ورسالتي وتبنيها كموهبة أملكها في سنة التخرج من كلية الهندسة.
– مشاركاتك العديدة في أمسيات وظهريات شعرية ماذا عنها؟
أول تجربة لي على المنبر كانت بإشراف اتحاد الكتاب فرع طرطوس وبدعم وتوجيه من الشاعرة القديرة لينا حمدان ثم تلاها أمسيات ونشاطات أدبية محلية في المركز الثقافي وكلية الآداب في طرطوس ومن التجارب المميزة الأصبوحة الشعرية الموسيقية(دوفا شغف) بإشراف ملتقى (اقرأ معنا) ومهرجان كلمات الأدبي المقام على مستوى كليات طرطوس.
– كيف ترين الشعر في زمن الحرب وهل طغى على كتاباتك ما مر على سورية من حرب وما الذي يقدمه الشعر للوطن وكم نحن بحاجة إليه؟
الحرب كما الحبّ تثخن العاطفة الإنسانية، ومن هنا تبرز الحاجة للبحث عن مواطن الجمال والتعبير عن الوجدان في خضم هذا العبث والخراب، ومن هنا فإني أرى الشعر في زمن الحرب وسيلة لإقامة هدنة مع الواقع وحتى للاحتجاج عليه، كتبت العديد من النصوص تحت وطأة الثقل الهائل الذي تفرضه الحرب علينا كشباب سوري وأجد أنها تعشقت في وجداننا وهذه بعض الاقتباسات.
(لا أخاف الموت حين تكون أكبر أحلامي حياةً كالحياة، حين أكون الحبيبة التي نهش حبها الانتظار والفقد، حين أكون الأب العاجز أمام حاجات طفله البديهية، لا أخشى الموت وأنا ابنة الحرب التي عجنت الخوف بعظامي لا أخشاه وقد صار جزءاً من الهوية)..
وأيضاً: (كيف تقدم الشّظية، الرصاصة التي اخترقت جسده، الغربة التي تغتاله يومياً، عُذرَها لأمّه!)
(أتراقص منتشياً بلحظاتي الأخيرة، مخموراً بدموعي ونظرتك لحظةَ غادرت وأغنّي مغموراً بلحظات عمري الدافئة، ضاحكاً بجنون عن عصور الخوف داخلي، عن الجوع الذي أنهك أشلائي) اقتباس من رسالة شهيد على الجبهة إلى أمّه..
(عودوا إلى هويّة الأشجار، تجرّدوا من الكره الذي لا يُشبهنا، من مسميات ضاقت على مقاس فطرتنا… وامشوا هَوناً على مُحيطِ دمي إلى التّاريخِ الجَميل للتّراب والأغنيات)، من قصة (ما بين ذاكرتين).
– كثر من سموا أنفسهم شعراء كيف نرقى بالكتابة في زمن قلّ فيه الشعر الحقيقي وكثر فيه الشعراء؟
التاريخ منصف وأثق أنه سيدفن مدعي الأدب والشعر طيّ النّسيان ويخلد الأدب الحقيقي الذي سيفرض نفسه بالضرورة.
الكاتب الحق لا ينفصل عن واقعه وأيضاً لا ينحني أمامه لذلك عليه الانفتاح على التيارات الأدبية المعاصرة وبنفس الوقت الابتعاد عن التقليد، فيكون أدبه حصيلة تجربة إنسانية فردية عميقة ليكون بذلك بصمته في عالم الأدب.
وأنوه أنه من واجبنا الابتعاد عن التصفيق للكلام الخالي من المعنى وأيضاً عدم إهانة جوهر الشعر بالتعامل معه كمهنة تبدأ ساعةً وتنتهي بأخرى وبذلك لا يتأثر الكاتب فقط بل ويؤثر ويقدم أدباً يعمل على إحياء الإنسان داخل الإنسان.
– ما هي إصدارتك وما هي أعمالك القادمة؟ هل لديك جوائز نلتها؟
فزت بالمرتبة الثالثة في مهرجان كلمات الأدبي الذي ذكرته سابقاً ،خلال سنوات مضت عملت على روايتي (على خيطك) ولست متأكدة كم رغبتي بنشرها، أما الآن فأعمل على ديواني النثري الذي سيكون مولودي الأول (احتِضار لحظة)،
كما لدي العديد من المشاركات بكتب نشرت في المعارض العربية الدولية أولها (شظايا وطن) و(كل من عليها فان) وآخرها (محكمة وألف جناية) الذي يطرح قصص اجتماعية تتعلق بقضايا المرأة على وجه الخصوص.
– كيف تراقصين حتفك ولا تخضعين؟
أشرت في مقطوعتي الأدبية (أراقص حتفي ولا أخضع) إلى انتصاري على ذاتي بالحلم والحب والشعر وتحدي الحياة بأن أخبرها أن المعوقات التي تضعها في طريقي تهب خطوتي الرشاقة والمرونة وتزيدني إصراراً على المضي قدماً مرحّبة بتحدياتها الجديدة.
– كلمة أخيرة؟
أتمنى من كل شخص ألا يحرم نفسه من الفسحة الروحية المباركة التي تهبنا إياها الأعمال الإبداعية الخلاقة أدباً كانت أوفناً خاصة بخضم واقعنا المرير، فنتحرر للحظات من رحمة المسؤوليات والهموم اليومية التي تلهينا عن صحتنا الروحية.
نور محمد حاتم