الوحدة 10-6-2020
الأطفال الذين يعتمدون على رضاعة طبيعية يكونون أكثر ذكاءً من الأطفال الذين يعتمدون في رضاعتهم على الحليب الاصطناعي وكافة الدراسات أظهرت الأهمية القصوى التي تحققها الرضاعة الطبيعية للطفل. أي أنّ حليب الأم هو الوسيلة الفعالة لنمو ذكاء الأطفال لاحتوائه على الأحماض الدهنية ذات السلاسل الطويلة وغير المشبعة التي تلعب دوراً مهماً في نمو أنسجة مخ الطفل وتُحسّن من تدفق الدم إليها ليصبح الدماغ أكثر حيوية وتفاعلاً مع الأحداث المحيطة، أما الحليب الاصطناعي لا يحتوي على مثل هذه السلاسل لذلك يكون الطفل الذي تغذى عليه أقل استيعاباً من نظيره الذي تغذى على الحليب الطبيعي (حليب الأم).
ومن جهة أخرى الرضاعة الطبيعية تحمي الطفل من الحساسية ضد البروتينات الموجودة في البقوليات والحبوب الغذائية كالقمح والشعير وكلما امتدت فترة الرضاعة الطبيعية تراجعت فرص إصابة الأطفال بالحساسية ضد البقوليات التي تنجم عن عدم قدرة بعض الأشخاص على هضم مادة (الجولتين) وهي مادة بروتينية توجد في الحبوب .
إنّ العامل الوراثي يلعب دوراً مهماً في الإصابة بهذه الحساسية حيث يعمل الجهاز المناعي على تدمير أنسجة شديدة الدقة خلال عملية هضم البقوليات.
وأفادت دراسة أجريت على /4/ آلاف طفل اعتمدوا على الرضاعة الطبيعية تراجع فرص وقوعهم فريسة لحساسية البقول بنسبة 52% عند تناولهم الطعام العادي مقارنة مع أقرانهم ممن اعتمدوا على الرضاعة الاصطناعية وهناك المزيد من فوائد الرضاعة الطبيعية.
أظهرت أنّ حليب الأم يعد من أحسن الأغذية التي تتناسب مع الأطفال الخدج وحديثي الولادة ولكن الحليب قد يحتاج إلى بعض الإضافات مثل البروتين الذي يزيد من قيمته الغذائية ويساعد على زيادة الوزن والنمو بصورة طبيعية، وحليب الأم هو الحليب الوحيد المغذي والمفيد للأطفال المصابين بنقص الوزن الشديد وذلك بعد إضافة بعض العناصر إليه لزيادة قيمته الغذائية للمساعدة على نمو الأطفال الرضع بشكل سريع خاصة أنّ حليب الأم يحتوي على السكريات التي تلعب دوراً مهماً كمضادات للالتهابات وتساعد على مقاومة الأمراض وتساعد على نمو نوعية معينة من البكتيريا في الأمعاء تزيد من مناعة الجسم وعدم التعرض للأمراض المعدية وما شابهها.
على الأم التخلي عن ثقافة الرضاعة الاصطناعية والتحول إلى الرضاعة الطبيعية لبناء أسرة قوية خالية من الأمراض.
وتوصل الباحثون إلى أنّ الرضاعة الطبيعية قد تقي الطفل من التبول اللاإرادي أثناء النوم في المراحل اللاحقة من العمر لأنّ هذه المشكلة قد تنجم عن تأخر نمو الجهاز العصبي كما أنّ الرضاعة الطبيعية تلعب دوراً مهماً في انتقال أحماض دهنية معينة من الأم إلى الطفل تساعد على نمو الأعصاب.
كما أنّ الرضاعة الطبيعية مفيدة جداً لصحة القلب بالنسبة إلى الطفل الرضيع كما أن لها تأثيراً كبيراً فيما بعد بالنسبة إلى مستويات الكوليسترول وعلى مدى مراحل مختلفة من العمر فإنّ الأطفال الذين يرضعون طبيعياً تقل احتمالات إصاباتهم بضغط الدم مع تقدم العمر كذلك الحال بالنسبة إلى خطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية.
وهناك أدلة تؤكد أنّ عدم إرضاع الطفل طبيعياً يشكل خطورة حقيقية على صحتهم ومستقبلهم، ودعمت الدراسات كثيراً من التجارب قادت إلى نتيجة فحواها أنّ الرضاعة الطبيعية تقلل من خطورة الأمراض المعدية الحادة بما في ذلك عدوى الجهازين التنفسي والهضمي لذلك طالبت الدراسات الأمهات الجدد بإرضاع أطفالهن طبيعياً لمدة لا تقل عن /6/ أشهر لحمايتهم من الأمراض السالفة الذكر ومن الإصابة بنوبات البرد والإنفلونزا والإسهال وعدوى الأذنين والبدانة والسكر.
وفجرت الدراسة مفاجأة حينما أن من يرضعون طبيعياً أقل تعرضاً لمخاطر الإصابة بما يسمى بمتلازمة الموت الفجائي للأطفال والأمراض الخطيرة التي تصيب الطفل في مراحل عمره المبكرة كالأزمات الربوية وسرطان الدم وسرطان الغدد الليمفاوية وتنقذ آلاف النساء من سرطان الثدي إذا قمن بإرضاع أطفالهن لفترة طويلة مؤكدة أن العام الواحد الذي تقضيه المرأة في إرضاع طفل يقل خطر تعرضها لسرطان الثدي بنسبة 4% وطالبت الدراسة بتشجيع الرضاعة الطبيعية من غير الأم الوالدة ومن غير القريبات كبديل للرضاعة الاصطناعية مشيرة إلى أنّ هذا النوع من الرضاعة يقوي الجهاز المناعي للطفل ويؤدي إلى انتقال العوامل الوراثية والمناعية من حليب المرضعة إلى الطفل الرضيع من خلال اختراقها لخلاياه واندماجها مع سلسلة الجينات الموجودة عنده لأنّ جهاز المناعة عند الرضيع يتقبل الجينات الغريبة بعكس أجهزة أخرى في الجسم لا تنضج إلا بعد أشهر وسنوات من الولادة.
إنّ الأطفال الذين يتغذون على الحليب الاصطناعي أو البقري يتعرضون للإصابة بأمراض كثيرة مثل التهاب القولون ومتلازمة (كرونزر) التي تكثر عادة بين الأقرباء وفي هذه الحالة يمكن استعمال الرضاعة الطبيعية من غير الأم كوسيلة علاجية لبعض الأمراض خاصة بعض الأمراض الوراثية التي تزيد على 3 آلاف مرض تنتقل من أحد الوالدين أو كلاهما إلى الذرية عن طريق وجود عيب في مورثة واحدة تصل إلى الأبناء عن طريق الآباء ويمكن معالجتها من خلال إرضاع الطفل المصاب من مرضعة أخرى من غير أقاربه.
عل أن تمتلك بنية صحية وسليمة وأن تبدأ الرضاعة بعد الولادة مباشرة بدلاً من أمه في الأشهر الستة الأولى من عمره على الأقل وهكذا يعمل حليب المرضعة المعافاة على تنمية الصفة الوراثية المرضية التي اكتسبها من والديه وذلك من خلال اختزانه للجهاز المناعي والوراثي للرضيع.
وتعليقاً على تقديم الجلوكوز أو الماء المسكر للرضيع بعد الولادة مباشرة بهدف إعطاء فرصة للأم كي تستريح طالبت الدراسة الأمهات بالتمسك بإرضاع صغارهن فور ولادتهن وعدم تعريضهم لتجربة محلول السكر لأنه يضر بصحة الرضيع ويسبب لهم آلاماً شديدة وانتفاخاً وتقلصات بالأمعاء والجهاز الهضمي.
كما يفضل عدم إعطاء الطفل اليانسون أو الكراوية وعن عدم إرضاعه بصورة طبيعية طوال فترة المساء لأن حليب الأم له تركيبة خاصة تختلف في الليل عن النهار حسب ما يحتاج إليه الرضيع من عناصر لازمة لنموه.
إن اعتقاد بعض الامهات بعدم قدرتهن على إرضاع أطفالهن اعتقاد خاطئ إن قدرة الجسم على تكوين الحليب وقدرة الطفل الرضيع على امتصاص الحليب وإن الاعتقاد بأن الرضاعة يجب أن تتم من كلا الثديين في كل رضعة اعتقاد خاطئ أيضاً لأن تركيب حليب الأم يختلف في اول الرضاعة عن نهايتها وأن أولى القطرات منه دائما تحمل الماء والسكر وقليلاً من الدسم لذلك تكون فاتحة اللون فإذا تناولها الرضيع من الثديين حصل على لبن قليل الدسم وبالتالي لا يشعر بالشبع لذلك يجب أن يرضع الصغير من ثدي واحد حتى يفرغ ثم ينتقل بعد ذلك للثدي الآخر وهناك عدم صحة للاعتقاد بأن بعض الأطعمة تساعد على إدرار الحليب لأن هذا يعتمد على سلامة الأم وسلامة غدتها النخامية وبعض العوامل النفسية.
لمي معروف