الوحدة : 2/6/2020
تبقى لصلة الأخوة أسمى وأرقى المعاني، فهي ليست مجرد صلة الدم والنسب، وإنما صلة الروح، وفيض لا ينضب من نهر المحبة النقي، حيث لا حدود للعطاء والتفاني، فيكاد المصير أن يكون واحداً، بكل ما تكتنفه هذه المعاني من صدق وإخلاص.
لا يمكن لأي سبب دنيوي أن ينازع تلك المشاعر النبيلة أو أن يعكر صفوها تحت أي ظرف مهما كان قاسياً أو حرجاً، فالأخوة مساحة صافية من الإنسانية السمحاء، مساحة لا حدود لها مهما اتسعت القلوب وتوالت السنون.
وهناك من قال أن كلمة أخ جاءت من الحاجة إلى إنسان رقيق محب يكون السند القوي بكل الحب والحنان عندما يباغتنا الوجع فنقول: آخ.
وكم يرتجف القلب عندما تمتد يد لتمسح جبيناً من ندى الألم، حيث لا ينفع الروح في هذا العالم سوى يد الحنان التي تلامس الروح برداً وسلاماً.
نقف في جردة حساب سريعة في هذا الزمن القاسي، الطافح بغرائب يندى لها الجبين من انحلال صلات العلاقات الإنسانية التي طالت حتى الأخوة، ومنها ما وصل حد القتل بين الأخوة.
أي زمن هذا الذي نعيشه وأي حكايات كارثية المصير تضج بها مسامعنا! حين يقتتل الإخوة على ميراث، أو ربما بسبب مواقف أقل من ذلك بكثير.
هل باتت أسمى وأرق العلاقات الإنسانية في مهب الريح؟! هل تدنت مشاعر الصدق والمحبة إلى ذلك الدرك الوطيء؟!
رويدك أيها الزمن المترف بالأحزان.. المليء بأقسى وأبشع الجرائم التي تقتل الروح قبل أن تقتل الجسد.
رويدك فأرواحنا الطيبة لا تحتمل كل هذه الأوجاع، فما تنفع الجسد حياة خبت فيها الروح وتهالكت فيها المشاعر، وجفت فيها القلوب حتى تحجرت أو كادت.
في كل وقت وفي كل حياة لا يمكن أن تلامس أرواحنا نسمات السعادة إلا إذا ما امتلأت قلوبنا بوافر تسامح وفيض حنان لا ينضب.
رنا عمران