الكاتبة ريم حبيب: نحن رهائن لزوابع ثقافية تجعل المشهد كماً بلا نوع

الوحدة  : 1/6/202

 رواية (المخدع) والمجموعة القصصية (أصابع الريح) هما جديدا الكاتبة المتألقة ريم حبيب، والتي كانت قد نشرت لها مجلة الآداب اللبنانية مؤخراً إحدى هذه القصص الجديدة (البولمان) ونختار منها المقطع الآتي:

 بعد مدّة من تلك الحادثة، لازمني الخمول طوال الوقت، وتساءلتُ: ماذا لو كنتُ…

 أخذت موعداً من صديقتي الطبيبة النسائية، بعد الفحص، أخبرتني أنني قد أكون حاملاً، وأنّ الحمل في أسبوعه الأول، طلبت منها أن تحجز لي موعداً لعملية إجهاض، وحين سألتني ممن أنا حامل، لم يبق في ذهني سوى صوت الريح فيما وجوه مريضاتي تلتّف حولي، أجبتها: (من البولمان).

ولمن لا يعرف: ريم حبيب روائية ومحامية وناشطة بأمور المرأة والبيئة والأعمال الإنسانية، صدر لها قبلاً خمسة كتب هي: (تمارين لإطالة الحبّ) قصص قصيرة،

 (أكثر من امرأة) رواية، (سِفاحْ الذكرى) رواية، (كيف يموت الأقحوان؟) رواية،

(احتباس حراري) رواية.

 تخطت شهرة كتابات ريم حبيب المحليّة السورية لأنّها مثيرة للجدل، فمعظم كتاباتها، غير تقليدية، وجريئة جداً في طروحاتها وأفكارها لدرجة الاقتراب من المحظور، بعيدة عن المباشرة لتطرح أكثر من قصة، أو فكرة أو قضية ضمن القصة أو الرواية الواحدة بأسلوب ذكي مكثف يختصر الزمان والمكان أحياناً، وفيها تحدٍ لعادات المجتمع وتقاليده فنراها متمردةً على جميع هذه القيود لتكسيرها ولتكسير الصورة النمطية للإنسان عامةً وللمرأة الشرقية خاصةً.

 وعن تجربتها الأدبية تقول الكاتبة: نوّعتُ في كتاباتي كي لا تشبه بعضها، كتبتُ عن الحب والحياة والمرأة.

 وكانت (سِفاح الذكرى) التي تناولت سنوات من الثمانينيات حيث اختلط كل شيء ببعضه فالتبس الواقع فيها مع زيف المصطلحات.

ثم (كيف يموت الأقحوان؟) كانت عن الاجتياح الأميركي للعراق وما نتج عنه من آثار وتداعيات طالتنا جميعاً أمّا (احتباس حراري) فهي رواية عن الحرب في سورية. وأخيراً (المخدع), روايتي الجديدة، فهي مرّة أخرى عن الحياة والحب الذي ينتصر رغم كل عنف الحرب.

 

 أتمنى أن أكون من الأصوات الروائية التي تترك أثراً لتأسيس مجتمع يقوم على أسس حقيقية واعية.

 حاولت في الرواية ترديد التاريخ من هاجس الرغبة في استرداد الذاكرة الضائعة لاستنهاض جيناتنا الأولى ووعينا الأقدم وتتابع عن القصة فتقول: لا شك أن القصة القصيرة تشكل حيّزاً شديد الأهمية وبخاصة في بيئتنا العربية.

 أول أعمالي الأدبية كانت مجموعة قصصية بعنوان (تمارين لإطالة الحب) وقد نالت جائزة جميل محفوظ للإبداع القصصي.

 وتختتم حديثها فتقول: بالنسبة للمشهد الثقافي لا يمكن تقييمه ضمن مرحلة من المراحل, أو في جنس أدبي دون غيره، بعيداً عما يحدث وعمّا يرتبط بالشأن العربي العام من نواحيه الاقتصادية، الاجتماعية، والثقافية.

 فلا أظن اليوم مسموحٌ للمبدع في (رواية، قصة، مسرح)، وفنون أخرى غيرها أن تُنبئ بوعيٍ عالٍ وسيمياء فكرية بالمستقبل القريب، أو أن تتضمن أي رسالة إلى المجتمعات، نحن رهائن لزوابع فنية وثقافية تجعل المشهد الثقافي كميّاً بلا نوع.

مهى الشريقي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار