الأحد 31- 6- 2020
هي ثلاثيّة تجدها مجتمعة ومتفرّقة في آنٍ واحد، لكنّها من الصّعب أنْ تجدها مجتمعة وكثيراً ما تراها متفرّقة, فليس الحبّ ما يمكن لك أن تعيشه بكلمة إلاّ إذا كانت هذه الكلمة ترجمة حياة أو توصيف واقع يعيشه المرء بكلّ تفاصيله وفي أدقّها مع محيطٍ ليس يتحدّد بقدر ما هو يتجدّد وذلك لأنّ الأيام والدة للأيام وكذا للأشخاص الذين يضفون على حياتنا بعضاً من الفرح وبعضاً من الجدّة التي تروق لبعضنا حيناَ ولا تروق أحياناً , ولأنّ الحبّ هو اللحظة الجميلة القادمة المنتظرة , فإنّه من البديهي أنْ تكون حاملة لكثير من معنى الوجود الذي يجعل المرء يشعر بحلاوة الحياة بعيداً عن مرارتها, وبعيداً عن القساوة التي قد نجدها في بعض التّفاصيل اليومية أو الأحداث الطّارئ منها أو غير الطّارئ، ولأنّ الإنسان مخلوق مبنيّ على المحبّة ومعجون بها, كما هو حاملٌ لهذه الرّسالة السّامية القادمة من السّماء, والهادفة إلى أنْ يكون الإنسان الغاية الفُضلى والقيمة المُثلى, ولن يكون ذلك إلاّ إذا امتلك هذا المخلوق مفاتيح الحياة المزروعة في دروبه وفي طرقات الحياة التي عليه أنْ يُحدّد أماكن تواجدها بل عليه أن يعرف المفاتيح والأبواب كما عليه أنْ يعرف المفتاح الأكثر تطابقاً وقدرةً على فتح كلّ الأبواب التي ما كانت إلاّ عندما أوجدها الإنسان غير المحبّ وآمن بأنّها ليست موجودة فقط بل إنّها مغلقة وتمنعه من الدّخول إلى فضاءات الحياة الهانئة، وإذا امتلك الإنسان مفهومي الحبّ والإنسانيّة بالمعنى الحقيقي والسّامي لكلّ منهما فإنّه لابدّ سيصل إلى الثّلاثيّة التي ترتقي بالمرء إلى مصافّ عُليا تقرّبه من أخيه الإنسان فيدرك أنّ الإنسان واحد والأجساد متعدّدة, كما يدرك أنّ الحبّ يمنحه الحريّة فيكون هو نفسه لا غيره وينتقل به الحبّ إلى القيمة الأكثر سموّاً ألا وهي المحبّة, فيصير الإنسان بالحبّ إنساناً عارفاً لنفسه فيكون هو نفسه لا غيره, وما أجمله أن يكون الإنسان إنساناً بالمعنى المخلوق فطريّاً لا بالمعنى الموجود وفقاً لما يُريد, وبذا أقول: إنّ الحياة تقوم على ثلاثيّة أبديّة هي الحبّ.. الحريّة والإنسان.
نعيم علي ميّا