الكتابة للمسرح… الإبداع عنوان كبير لتحقيق النجاح

الأحد: 31-5-2020

تكتب المسرحيات عموماً كي تمثل مما يفرض على الكاتب مراعاة 5 أمورٍ هامةٍ

1 – الالتزام ما أمكن بالقواعد التي تحكم الكتابة للمسرح وهي:

آ – وحدة الزمان: إذ يفترض أن تقع أحداث المسرحية خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً، وإذا امتدت أحداث المسرحية لأكثر من 24 ساعة يعمد الكاتب لتوضيح ذلك من خلال عبارات هامشية بالمسرحية مثل: (لقد مر أسبوع على…، لقد انتظرت شهراً كاملاً حتى… لم أحتمل البعد عنك أكثر من…).

ب – وحدة المكان: لا تعني وحدة المكان بالمسرح الاقتصار على (لوكيشن) واحد، بل تعني الترابط المعنوي وأحياناً العضوي بين أماكن توزع الأحداث وذلك وفقاً لما تقتضيه الأحداث والضرورة الدرامية للقصة، ويمكن للمسرحية أن تقسم تبعاً للأحداث إلى فصول والفصول إلى أجزاء، كما يمكن أن تتألف المسرحية من فصل واحد أو اثنين أو ثلاثة.. أو إلى 5 فصول، مع معرفة أن مسرحية الفصول الثلاثة هي الأنسبُ والأكثر محافظةً على انتباه المشاهد،  وبطبيعة الحال يمكن تقسيم الفصل الواحد إلى عدة مشاهد (نهاري- ليلي – داخلي- خارجي – اليوم- بعد أسبوع).

ج – وحدة الحدث: وهذا العنصر الوحيد الذي يجمع المسرح مع باقي الفنون الكتابية الأخرى (الرواية – الدراما التلفزيونية – السينما) فنحن نشاهد أو نلاحظ أن الرواية – على سبيل المثال – لا تتقيّد بزمن أو مكان بل تتجاوز وتتحرر من كلاهما حسب مقتضى الحال، وهنا تبرز فرادة الكاتب وتميزه وحجم موهبته إذْ يتوجب عليه (بالمسرح) أن يقدم قصةً كاملةً بوقتٍ محددٍ (قصير نسبياً) ومكان معين بأبسط الأدوات (حيث لا خدع وغرافيك ولا مونتاج) الأمر الذي يتطلب بالضرورة حبكة (خاصة) مدروسة وبشكل غير تقليدي وعوامل ربط أخرى تظهر المسرحية وكأنها مشهد واحد.

2 – الاعتماد كلياً على الحوار: ففي المسرح الحوار هو الحامل الأساسي للأفكار وهو المعبر عن الأحداث، لذلك ينبغي أن يتضمن تقنيات القص المختلفة نحو

 (الإخبار – التعبير – الوصف – السرد – الشرح – المونولوج…)

3 – الحركة: وتتحمل الحركة مهمة أساسية في عملية إيصال الأفكار (المعلومات) إلى جانب الحوار وغيره، وبعض الكتاب يعد الحركة بالمسرح هي الأساس، حيث تنوب (غالباً) عن الحوار وذلك من خلال:

آ – حركات الوجه

ب – لغة الجسد

4 – الأزياء: ويساهم اللباس بشكل لا يستهان به في تقديم الشخصية والتعريف بصفاتها وربطها بالصورة الذهنية لدى المشاهد وتقوم الأزياء بمهام متعددة مثل:

– إعطاء صورة نمطية أو انطباع معين بشكل واضح وصريح.

– تشي أو تلمح أو ترمز لأمور معينة يرى الكاتب تقديمها بصورة موحية.

– تؤدي دوراً أساسياً بعكس الطبقة الاجتماعية ومراحل تطور الشخصية (إذا كان ذلك ضرورياً).

5 – عوامل أخرى: يلجأ إليها الكاتب كي يقول أو يعبر عن شيء ما، لا يريد (أو لا يستطيع)  أن يقدمه من خلال الحوار أو الحركة ومنها:

– الموسيقا: وتكون بالحد الأدنى وبشكل مدروس وهذا طبعاً لا ينطبق على المسرحيات (الغنائية – الاستعراضية) لأن الموسيقا فيها رئيسية. 

– الديكور: ولا يخفى بالطبع ما للديكور من دور هام في عكس الصور (الاجتماعية- الثقافية- الذوقية) للشخصيات موضوع العمل.

– الإضاءة (أو عدمها): وهذا ما يقدره الكاتب بالتنسيق مع المخرج أو مهندس الإضاءة.

– أي أدوات أخرى يراها الكاتب ضرورية أو مناسبة لخدمة العمل (أصوات- ظلال- سكون- رسوم…)

هيكل المسرحية

البداية – الوسط – النهاية

العرض – التعقيد – الحل

ويراعى هنا طرق دخول وتقديم مختلف الشخصيات بما يحقق عنصري الجذب والربط ما بين تلك الشخصيات والجمهور.

الأسس البنائية للمسرح

1 – الفكرة: من الأهمية بمكان أن يدرك الكاتب ويقرر بالتالي ما نوع المسرح الذي سيقدمه، هل هو (مأساة، ملهاة) مع معرفة أن المأساة خلقت فقط للأبطال وللشخصيات العظيمة فيما الملهاة لا تمثل إلا شرائح الناس العاديين، ولا ننسى بطبيعة الحال الكوميديا وقدرتها  البالغة على إيصال الفكرة. 

2 – الحكاية: وهي إسقاط الفكرة العامة والأفكار الفرعية على عموم الشخصيات من خلال أحداث وحوارات مع مراعاة الدقة (زمانياً – مكانياً).

3 – الشخصيات: وهي كل العناصر البشرية التي تسهم في تقديم الحدث (مهما كان دورها) بالتعاون مع باقي العناصر من (ديكور- موسيقا- لباس…) والشخصيات نوعان:

– شخصيات أساسية: وهي الشخصيات الرئيسية بالعمل، و يتضح ذلك من حجم دورها أولاً وتأثيرها بمجرى الأحداث ثانياً.

– شخصيات ثانوية: وهي الشخصيات الفرعية التي يتطلب الحدث وجودها وهذه الشخصيات أيضاً على نوعين:

آ – شخصيات ثابتة: وهي الشخصيات النمطية بالحياة، تؤدي عملاً محدداً (تقليدياً) وهي أقرب للديكور منها للإنسان مثل شخصية الخادم الصامت الذي لا يؤثر غيابه أو حضوره على المشهد لكن ضرورة وجوده مستمدة من كونه يكمل المشهد (يجعله أكثر صدقاً أو أميل للتصديق).

ب – شخصيات ثابتة متطورة: وهي شخصيات ثانوية، لكنها تؤدي دوراً هاماً بالعمل (ليس حجماً بل معنًى).

4 – الصراع: وهو جوهر العمل، يمثل ويعكس الدوافع والخلفيات ويجب أن يراعي (التدرج- التطور)

5 – الحوار: الذي يجب أن يأخذ بالاعتبار  طبيعة المسرحية من حيث كونها (مأساة- ملهاة، معاصرة – تاريخية) و أية اعتبارات أخرى مثل الاختلافات والفروقات  للأشخاص (الثقافية- الاجتماعية- العلمية- الشخصية).

6 – الخاتمة: وهي مسألة ضروريةٌ جداً بالمسرح فطبيعة جمهور  المسرح تتطلب خاتمة حاضرة وواضحة.

 أحمد عابدين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار