رسومات جدارية تحذّر من خطر الكورونا

الوحدة : 17-5-2020

يُعَد الفن التشكيلي وثيقة تاريخية لنتاج القدرات الإنسانية على تجسيد الجمال بأساليب تجذب الناظرين إليها والتأثر فيها ، والأجمل حين يتحول حدث غير مرغوب به إلى جزء من هذا الفن، وذلك من خلال التعبير عنه بطريقة راقية حاملة رسالة تحذيرية من خطر أو حدث معين، إننا نتحدث عن مبادرة مميزة تم إطلاقها منذ أيام، وهي رسومات فنية جدارية، تهدف إلى التنبيه من مخاطر الكورونا، وعن ذلك يحدثنا صاحب هذه الفكرة، الفنان التشكيلي مهند علاء الدين، إذ يقول:

إن فكرة العمل ليست وليدة اللحظة، إنها فكرة انطلقنا بها مع بداية الحرب في سورية، أي مع بدايات النزف الذي تعرض له بلدنا، ووصول قوافل الشهداء، وقد تحدد هدفنا حينها في إقامة نصب تذكارية تمجد بطولاتهم في مقبرة الشهداء، وكان معي آنذاك النحات فراس زيوس، وانطلقنا بقوة، وكان السيد المحافظ آنذاك من أوائل المشجعين، واتسعت دائرة العمل لتشمل معظم ساحات ومداخل المدينة، وقدمنا مخططات تغطي كل المطلوب، ووافق عليها، وتحولت إلى التنفيذ، ولكن للأسف واجهتنا بعض عراقيل تنفيذية من بعض الجهات، فتوقف وقتها مشروعنا.

ثم يضيف الأستاذ مهند: إن المشروع الجديد هو مماثل للذي يسبقه، ولكن هذا الأخير نعمل فيه على إعداد لوحات جدارية كبيرة، بدلاً من التماثيل، ومهمتنا هنا التوعية من مخاطر وباء الكورونا، والإشارة إلى سبل الوقاية منه، وذلك من خلال تزيين الجدران الصماء للمدينة، بطرق جمالية مبتكرة.

ويتابع قائلاً: قمتُ بمساعدة صوت الفنانين في مجلس المدينة، الأستاذ الفنان بولس سركو، باستصدار موافقة من قِبل السيد المحافظ للقيام بتنفيذ المشروع، وهذا بمجملة حالة تطوعية، وعلى نفقتنا ومن حسابنا الشخصي، إن الفكرة التي انطلقتُ منها هي إضفاء طابع جمالي، ورؤيا فنية على ما نرسمه على الجدران، من أجل أن تبقى تلك الرسومات لأطول فترة ممكنة، وإن انتهت جائحة الكورونا، على خلاف ما تقدمه وزارة الصحة من توجيهات إرشادية (كغسل يديك بالماء والصابون و..و…)، حتى هناك دراسة لرسم أعمال فنانين من اللاذقية على الجدران، بأحجام كبيرة لتبقى شاهداً على إنتاجهم الفني، وما قدموه سابقاً.

ويصرّح الأستاذ مهند، بأن كل فناني المحافظة مطالبون بالعمل في هذا المشروع، وهناك الكثير منهم أبدوا استعدادهم التطوعي للمشاركة، لكن المشكلة هي عدم قدرتنا على الإسراع فيه، وذلك بسبب نقص الدعم اللوجستي والمادي الذي نحتاجه، ونتيجة ارتفاع أسعار المواد كالألوان بشكل ملفت، ونحاول البحث عن جهات داعمة للمشروع من القطاعين العام والخاص من أجل تزيين جدران مدينتنا بلوحات جدارية فنية وتوعوية، ضد هذه الجائحة التي أصابت العالم بأكمله.

د. رفيف هلال

تصفح المزيد..
آخر الأخبار