الوحدة 14-5-2020
اللوحة عنده لغة بصرية بتناغم لوني هارموني, والفن لغة شفافة يلعب فيه اللون والإضاءة دوراً مهماً. يحرص على التنوع والتجديد في معارضه سواء من ناحية المواضيع المتضمنة رسم الطبيعة تعبيري- البورترية- التجريد, أم من ناحية الأساليب المتبعة, ويصبغ ذلك بألوانه المعروفة بكثافتها وشفافيتها بالوقت نفسه على سطح اللوحة لتترك أثراً في نفس المتلقي، خريج كلية الفنون الجميلة عام (2003) عضو اتحاد الفنانين التشكيليين، أقام الكثير من المعارض الفردية, وشارك بالعديد من المعارض الجماعية داخل وخارج سورية منها معرض بينالي إيران الدولي وعدة معارض في الولايات المتحدة الأمريكية, حائز على شهادات تقدير منها بينالي المحبة الخامس وبينالي إيران الدولي، يؤمن بأن الرسم تعبير عن الذات وعن ثقافة الإنسان وعلاقته بالحياة، إنه الفنان التشكيلي رامي صابور، الوحدة التقته ومعه كان حوارنا الآتي …
× يلاحظ في أعمالك هيمنة لثنائية الخط والنور حتى في التفاصيل الصغيرة وصولاً إلى اللوحة المتكاملة, فما مفهومك لهذه الثنائية؟
×× الخطوط تأتي من تجاور لونين مع بعضهما البعض, والضوء يأتي من إضاءة اللونين المتجاورين, وفي التفاصيل الدقيقة ما يؤدي إلى ذلك السماكات اللونية المتواترة فوق بعضها.
× سطح اللوحة ليس بسوية معينة, هناك سماكة اللون ما الهدف من ذلك؟
×× سماكة اللون في لوحاتي لبناء اللوحة بطبقات فوق بعضها البعض لتشكل بالنهاية نسيج اللوحة بسماكات مختلفة, وتعطي أحاسيس مختلفة ضمن إطار العمل الفني.
× المتتبع لأعمالك الفنية يشعر دائماً بالتفاؤل حتى لو حمل العمل الفني لديك حالة حزن فما قولك في ذلك؟
×× تماماً, العمل الفني بحد ذاته حالة إبداعية جمالية تدعي للتفاؤل, ولكن الضوء الموجود في العمل يضيف حالة التفاؤل للعمل الفني, هذا التفاؤل الذي يعطي للحياة المعنى والاستمرارية أيضاً اللوحة تحمل موسيقى لونية وتناغماً لونياً منفذاً بطريقة يرى فيها المتلقي الألوان تتنفس بكل أريحية, واعطاء لكل لون قيمته مع المحافظة على الطاقة التي يحملها.
× ماذا تمثل الفجوات في بعض لوحاتك؟
×× ما تقصدين بالفجوات هي عبارة عن مساحة في اللوحة ممكن أن تأتي كصخرة أو كمغارة, أو حسب رغبة المشاهد، فالموضوع أياً كان ليس بالمهم في العمل الفني الحداثوي, بل المهم هو التقنية والتكنيك والتأليف واللون في العمل الفني.
× يلاحظ في أعمالك سيطرة المفاهيم الشرقية والروحية بماذا تعقب؟
×× للشرق وألوانه سحر خاص، فالضوء والشمس الساطعة والفلكلور الشرقي إذ كان من السجاد أو البسط الشرقية وقيسي على ذلك, كلها أستمد منها ألواني الشرقية القوية وروحانية صدقها، في بعض أعمالي تجدني الطبيعة المأخوذة من وحي الطبيعة السورية وبساطة الإنسان السوري العفوية، فالمنظر الطبيعي في لوحتي أنفذه بقوة ألوان الشرق والبساطة العفوية، ولوحات أخرى تشي بالمحبة .
× أتؤمن بطغيان اللاشعور على الفنان لحظة الإبداع؟
×× أنا أنطلق من العاطفة والجرأة في عملي الفني, فلا تخطيط أو تفكير مسبق إلا ما ندر ومن الممكن أن يندمج الفنان بعمله لحظة إبداعه لعمله الفني, ولكن الشعور يظل موجوداً لإحساس الفنان بماهية عمله.
× الرسم من الفنون الغامضة, وكثيراً ما يقع المشاهد في التباس التفسير, كيف السبيل لإزالة هذا الالتباس؟
×× فن الرسم يحتاج إلى ثقافة فنية واهتمام بالفن حتى يفهم المتلقي العمل الفني،
وهذا يحتاج إلى سعي وتعب لتذوق العمل الفني من جهة, واهتمام بالفن من جهة أخرى، فالفن له لغته الخاصة ويجب فهمها, وذلك بتكثيف الثقافة الفنية ودعمها،
من وجهة نظري تفسير الفن ليس بالمهم، فالفن هو موسيقى بصرية, والتفسير إذا وجب يكون حسب ثقافة المشاهد للعمل الفني.
× كلمة أخيرة للفنان رامي صابور..
×× أرجو أن أكون من خلال الفن واللون قد دفعت لوحاتي المتلقي إلى محبة الفن، وأتمنى أن يتطور الفن في بلدي على الدوام، فمن خلال الفن نستطيع أن نرتقي درجات التطور والحضارة والازدهار أكثر فأكثر لبلدي العزيز الغالي على قلوبنا سورية مهد الحضارات، أخيراً أتمنى أن يجعلنا الفن أكثر إنسانية ورقياً على مرّ الزمان.
رفيدة يونس أحمد