أجداد… وأحفاد

الوحدة : 11-5-2020

يحرص الأجداد والجدات على الاهتمام بأحفادهم، رغبة في تدليلهم ومنحهم قدراً كبيراً من العاطفة، إلا أن هذا الأمر يقلق بعض الآباء والأمهات بحجة أن هذه العواطف الزائدة يمكن أن تفسد أبناءهم، وتجعلهم غير منضبطين تربوياً.

السيدة دارين، تنظر إلى هذا التدليل نظرة سلبية، إذ تقول: أشعر بأن أبنائي سيصبحون خارجين عن سيطرتي، فهذا يجعلني أكثر حزماً في تربيتي لهم، وأنا أرى أن التربية في الدرجة الأولى تكون من مهمة الأم والأب.

والسيدة ميس، تؤيّد رأي سابقتها، فهي تقول: إن الأجداد والجدات غير قادرين على القيام بالتربية وفق ما نحب، أو وفق ما نريد، لأن تفكيرهم أصبح مختلفاً عن تفكيرنا، كما أنهم يمكن أن يسمحوا لأبنائنا ببعض التجاوزات التي لا نرغب بها نحن الأمهات، فهذا يجعلنا غير قادرين على ضبط سلوكهم أمام تدليل أجدادهم.

ومقابل ذلك هناك من ينظر إلى الأمر نظرة إيجابية، فالمرشدة التربوية سامية تقول: إن دور الأجداد في حياة أبنائنا هو مكمل لدور الآباء والأمهات، وأنا لا أرى غضاضة في تدليل الأجداد للأحفاد، فهذا وفق علم النفس يحقق التوازن النفسي للطفل، ويمنحه الكثير من الأمان، إنني في الحقيقة أستنكر موقف الأمهات اللواتي يحاربن تدليل الأجداد، وأقول لهن: إن من واجبنا أن نحترم اهتمام الأجداد بأبنائنا، وننظر إليه بطريقة إيجابية، وعلينا التنبُّه إلى أن أبناءنا لا بد من أن يقتبسوا من أجدادهم الكثير من القيم والعادات والتقاليد التي يمكن أن نتغافل عنها نحن بحكم انشغالاتنا الحياتية.

وبهذا الصدد تؤكد المرشدة في مجال التنمية البشرية، السيدة نهلة، أن دور الأجداد له أهمية كبيرة في حياة الأحفاد، فمن الضروري أن توجد علاقة وثيقة بين هذين الطرفين، وذلك لأن ظروف الحياة المحتملة تفرض علينا أن يكون هناك من يحمل مسؤولية أبنائنا، وهذه الظروف تتمثل في عمل الوالدين، أو سفر أحدهما أو كليهما، بالإضافة إلى ما يمكن أن يحدث من حالات الانفصال بين الأب والأم، فكل هذه الظروف تحتاج إلى الأجداد الذين يمكن أن يشكلوا عوناً في مثل تلك الأمور.

وتشير الموجهة التربوية، السيدة وفاء إلى أن الأجداد يشكلون عناصر إيجابية في حياة أبنائنا، فهم الذين يستطيعون بحكم خبرتهم معرفة الطريقة المثلى التي يتم من خلالها ترسيخ القيم والمبادئ في نفوس أحفادهم، إنه من الواجب علينا أن نتيح للأجداد الإسهام في تربية أبنائنا، فهذا حق لهم، ولا يجوز أن نحرمهم منه، وقد تحصل أحياناً بعض الخلافات نتيجة تباين الآراء التربوية بين الآباء والأجداد، وهنا أنصح بضرورة التفاهم بين الطرفين ضمن جلسات مغلقة بعيدة عن الأبناء، والتحاور من أجل الوصول إلى حلول سليمة ترضي الجميع، دون توتّر أو تشنج.

د. رفيف هلال

تصفح المزيد..
آخر الأخبار