ظاهرة التسول تتمدد رغم محاولات القضاء عليها

الوحدة : 11-5-2020

الظاهرة عمرها سنوات وتتمدد، لا سيما في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها غالبية الناس، ولكن التسول ليس حلاً، ولا يمكن أن يصبح مصدر دخل لفئة طفيلية سمحت لنفسها بسؤال الناس لحاجة حقيقة، أو سعياً وراء الكسب دون جهد، في الوقت التي ترفض فيه الكثير من الأرامل وأصحاب الحاجة الوقوف مكانهم رغم حاجتهم الحقيقة، وكلما بحثنا في هذا الملف نسمع أن الجهات المعنية تفعل الكثير للقضاء على هذه الظاهرة، ولكن الواضح أنها أصبحت عصية على الحل.

ولو توقفنا عند الإجراءات التي قامت مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في اللاذقية خلال عام ٢٠١٩ نجد أنها خصصت رقم هاتف، وأطلقت حملة (ساهم صح) ولو أن المساهمة لم تعد مجدية مع هذه الظاهرة، كما أحدثت مخفر مركز رعاية وتشغيل المتسولين والمشردين، وذلك ضمن تجمع معاهد الرعاية الاجتماعية في قرية الشير، مهمة المخفر حماية مركز ملاحظة الأحداث الجانحين في قرية الشير، وحماية الأشخاص الموجودين بداخله، والقيام بجميع الإجراءات القانونية اللازمة، ومن بينها فتح الضبوط الخاصة بحالات التشرد.

كما يقوم المخفر بمهام مؤازرة دوريات مكافحة التسول والتشرد التابعة لمديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، ولكن السؤال: أين هي تلك الدوريات في ظل ما نشهده من انتشار لظاهرة التسول التي باتت مظهراً منفراً في شوارع وساحات اللاذقية لا سيما في  شهر رمضان وبسبب إغلاق المساجد حيث أن معظمهم كانوا يقفون على باب المسجد دبر كل صلاة.

ولن نشير إلى أساليبهم المكشوفة من ادعاء المرض، وثمن ربطة خبز وأجرة طريق وغيرها من الطرق الملتوية، ولن نتوقف أيضاً عند إصرار الكثير منهم على التسول رغم القدرة على العمل، إذاً هم امتهنوا التسول، ربما لأنه أسهل، وهو يحقق لهم دخلاً جيداً قياساً بأي عمل آخر، ورأس مال هذه اللامهنة هدر الكرمة والكذب وهم يجيدان الاثنين، ومن هنا تأتي ضرورة اتخاذ إجراءات حقيقة وليس صورية بحق هؤلاء.

وفي إطار السعي للقضاء على ظاهرة التسول نجد أن المديرية وضعت في العام الماضي وسيلة نقل (سرفيس) في خدمة مكتب مكافحة التسول لاستخدامها بداعي العمل الوظيفي في هذا المجال، وخصصت مكاناً في مركز الأحداث الجانحين في الشير بهدف رعاية المتسولين الذكور، فيما خصصت مكاناً آخر في مركز الفتيات الجانحات مقابل المشفى الوطني للإناث، وذلك ريثما يتم تجهيز وترميم مركز رعاية وتشغيل المتسولين في مركز ملاحظة الأحداث الجانحين في الشير، ولكن على ما يبدو فإن جميع ما تقدم من إجراءات افتراضية لم تتم ترجمة أي منها على أرض الواقع والدليل أعداد المتسولين.

أما حملة (ساعدهم صح) لمكافحة ظاهرة التسول المنتشرة بكثرة في محافظة اللاذقية فقد تم إطلاقها هي أيضاً في العام المنصرم بهدف القضاء على هذه الظاهرة غير الحضارية من خلال جولات مستمرة للضابطة العدلية التابعة للمديرية بالتعاون مع قيادة شرطة المحافظة بغية الوصول إلى أحياء وشوارع نظيفة من المتسولين، وقد ركزت الحملة إلى قمع المجموعات أو العصابات  التي تعمل على استغلال  الأطفال وليس على ملاحقة هؤلاء الأطفال، وكان ثمة برنامج عمل جيد وشامل لو تم تنفيذه حقاً ولكن تبقى هناك حلقة مفقودة في هذا الملف بين الكلام الرسمي وأرض الواقع.

هلال لالا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار