جمعية إيثار وأعمال لا تنتهي في الشدة والصعاب

الوحدة : 11-5-2020

(يؤثرون على أنفسهم) ولو لم يكونوا من أهلهم أو صحبهم فقد فازوا وأفلحوا، وهم لن يكونوا غير من جمعية إيثار الخيرية في اللاذقية..

في صمت يعملون ولا ضجة حولهم وبينهم، وترى الناس إليهم يسألون ودون رجاء لن تخيب آمالهم ولن تعجز.

أم أكرم قصدتهم بسؤالها عن (ووكر) يساعدها على المشي والوقوف، مريضة وتعاني من مرض عصبي في القدمين، هي فوق الثمانين في عدد سنوات عمرها ويدها مغلولة فلا زوج والأولاد بعيدون وتكفيهم معيشة عائلاتهم ولا تريد أن تزيد عليهم بالطلبات، وقد نالت مرادها دون أية أتعاب، وهي لأهل إيثار ممتنة وشاكرة كل ما طلعت الشمس وغابت.

السيدة دعد عجي رئيسة جمعية إيثار أشارت إلى نشاط الجمعية وأعمالها التي تستمر إلى اليوم رغم كل الشدائد والصعاب فتقول: لا زلنا نفتح عيادات الجمعية (داخلية، نسائية، أطفال) ولا نستطيع قفلها ولو كانت كورونا، وللحماية لدينا جميع الاحتياطات ولوازم الوقاية لنستقبل المراجعين الدائمين لها والمريضين كل يوم إثنين من الأسبوع لتقديم كافة الخدمات الطبية وتصوير إيكو وعلاج وأدوية وجميعها بالمجان، وكنا قد افتتحنا النقطة الطبية التي تشمل العيادات في الشهر الخامس من العام الماضي بالتعاون مع الهلال الأحمر.

طوال هذه العطلة  لم تتوقف أعمال جمعية إيثار ولم يتوقف متطوعوها من تقديم خدماتهم بكل ود وحب، حيث شكلت من متطوعيها فريق عمل على أهبة الاستعداد في حال انتشار الفايروس بالتعاون مع مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بالإضافة إلى تكثيف العمل والجهود في هذه الفترة لمساعدة الناس من ذوي الشهداء والجرحى والأيتام والمحتاجين من خلال توزيع سلل غذائية، فقد تم توزيع ثمانين سلة حتى اليوم وتوزيع مبالغ مالية وتقديم الخضار والفاكهة ووجبات رمضانية للناس في شهر رمضان مع مراعاة التباعد الاجتماعي والقوانين المتعلقة بالصحة والسلامة العامة للناس وتم إيصال السلل للعائلات في بيوتها تجنباً للازدحام وتخفيفاً لتكاليف المواصلات بسبب توقف النقل العام.

جمعية إيثار هي جمعية خيرية أهلية غير ربحية تشكلت في بداية الأزمة على سورية عام 2011 بهمة عدد من الشبان والشابات جمعهم هدف واحد وهو مساعدة الناس ومساندة الوطن وأبنائه في هذه الحرب الضروس.

عملوا معاً يداً بيد قبل وبعد الترخيص الذي جاء في 16/10/2012 بالقرار 2314 وكان هدفها منذ البداية مساندة أبناء الشهداء والوقوف بجانبهم في المجالات المادية والمعنوية والتعليمية من خلال تقديم مساعدات مادية وعينية بحسب الحالة (مبالغ مادية، سلل غذائية، ألبسة، أدوات منزلية.. إلخ) وقد تم افتتاح معهد تعليمي مجاني مع نخبة من المدرسين المتطوعين الاختصاصيين في المواد الأساسية كافة (رياضيات، علوم، فيزياء، كيمياء، عربي، إنكليزي، فرنسي) مع تقديم القرطاسية في بداية كل عام دراسي.

كان معهد إيثار في بدايته حصراً لأبناء الشهداء وبعدها توسع ليحتضن الأيتام والفقراء وأبناء الوافدين الذين فاتهم التعلم والذهاب إلى المدارس لسنوات متتالية بسبب الحرب والتهجير، وكانت نتائجهم جيدة ورائعة بعدهم حصدهم الكثير من التفوق والنجاح، بالإضافة إلى محاربة الجهل من خلال إقامة دورات محو أمية بالتعاون مع دائرة تعليم الكبار حيث تقام دورتين في العام بمعدل دورة كل ستة أشهر وقد تم تخريج سبع دورات حتى اليوم.

مساعدة الجرحى والاهتمام بهم في المشافي والبيوت هو الجانب الأساس وركيزة  عمل جمعية إيثار بوجود فريق مجاني تطوعي لزيارة المشفى بشكل يومي تقريباً للاهتمام بالجرحى وتقديم ما يلزمه والمتابعة والتواصل حتى بعد الشفاء، وأيضاً الاهتمام برجال الجيش على الجبهات والتواصل مع الشباب وزيارتهم ومساندتهم معنوياً وتقديم الهدايا لهم للتعبير عن امتنان أبناء الوطن جميعهم لتضحياتهم وصمودهم خلال كل تلك سنوات الحرب، والجمعية تقيم حملتين سنوياً للتبرع بالدم لصالح رجال جيشنا الأبطال (واحدة في عيد الأم والثانية في عيد الجيش) بالإضافة للحملات الاستثنائية حسب الحالة والظروف، وغيره من النشاطات مثل إقامة حفل سنوي لأطفال مشفى تشرين قسم الأورام بمناسبة عيد الميلاد المجيد وهو تقليد سنوي تقدم فيه الهدايا والحلويات للأطفال بالإضافة للغناء والرقص معهم بمحاولة لإدخال الفرح لقلوبهم، أيضاً إعادة بث الروح في غاباتنا عن طريق حملات التشجير في الغابات المحروقة ومحاولة إعادة البساط الأخضر وهو نشاط سنوي وكرنفال يقوم به متطوعون بالتعاون مع مديرية الزراعة.

في الشهر الفائت من هذا العام 2020 وبغية نشر عطور الأفراح وبث نبض الحياة  أقامت الجمعية عرساً جماعياً لثلاثة جرحى من رجال الجيش العربي السوري بالتعاون مع عدة جهات لإتمام مراسم الاحتفال وكان للجمعية تجارب سابقة بهذا المجال فقد سبق لها أن ساهمت في خطوبة وزواج جريح سابق من إدلب حيث كان أهله محاصرين ولا يستطيعون الحضور ليكون بعض أعضاء الجمعية بمثابة الأهل وطلب يد العروس وزفها..

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار