تقييم تأقلم طلاب الهندسة مع منظومات التعليم الالكتروني دراسة حالة الجامعة الافتراضية السورية

الوحدة 10-5-2020

بحث هدف إلى تقييم مدى تأقلم منظومات التعليم الالكتروني مع حاجات طلاب الهندسة، خصوصاً في المناهج التطبيقية كونها تحتاج قدراً أكبر من العمل التجريبي يصعب توفيره في البيئة الافتراضية، هذا ما جاء في بحث أعدّ لنيل درجة الماجستير بعنوان: (تقييم تأقلم طلاب الهندسة مع منظومات التعليم الالكتروني- دراسة حالة الجامعة الافتراضية السورية)، إعداد الطالب المهندس يوسف الفروي، إشراف: د. لؤي صالح.

في هذا الإطار قام الباحث بتقييم مدى فعالية الأدوات المساعدة (برامج محاكاة ومخابر افتراضية) ومدى قدرتها على تعويض المخابر العملية التي تميز الجامعات التقليدية عن الافتراضية.

 يتألف مجتمع الدراسة من عينة عشوائية من طلاب المناهج التطبيقية لمرحلتي البكالوريوس والماجستير في الجامعة الافتراضية السورية، بالإضافة إلى عينة عشوائية من الشركات المحلية الموظفة لخريجي الجامعة لاستطلاع آرائها، خلصت الدراسة إلى أن غياب المخابر العملية في التجربة الافتراضية في سورية لم يظهر له أثر سلبي على طلاب الكليات التطبيقية نظراً لأن أغلب هؤلاء الطلاب يمارسون العمل قبل التخرج مما ساعدهم على صقل خبراتهم العملية، كما أن ظروف الحرب في سورية وما سببته من توجه عدد كبير من طلاب التعليم التقليدي إلى التعليم الافتراضي قلّص الفارق بين طلاب الجامعات التقليدية وطلاب الافتراضية، لكن، وبرغم الظروف الجيدة للتجربة الافتراضية السورية بالنسبة لطلاب الهندسة، إلا أن الدراسة خلصت إلى وجود حاجة لتدعيم الجوانب التطبيقية للتعليم الافتراضي من محاكيات ومخابر افتراضية يمكن إدارتها عن بعد.

 وقد قدّم الباحث في هذا الإطار المقترحات والتوصيات التالية:

 – إمكانية التعاون بين الجامعة الافتراضية وجامعة دمشق لإنشاء مخبر افتراضي يسمح لطلاب الهندسة في الافتراضية بإجراء التجارب عن بعد أو النفاذ إلى المخابر العملية لإجراء التجارب بإشراف مدرسين.

– إمكانية التعاون بين الجامعة الافتراضية والشركات المحلية الموظفة لخريجيها بحيث يحصل الطلاب على فرص تدريبية مبكرة وتفاعل مباشر مع البيئة العملية.

– توفر العديد من المواقع العالمية (مثل منصة غوغل) مخابر افتراضية مجانية يمكن النفاذ إليها عن بعد، يمكن لهذه المخابر إغناء التجربة الافتراضية السورية.

 أما مشكلة البحث:

 يعالج البحث مدى تأقلم منظومة التعليم الالكتروني مع حاجات طلاب المناهج التطبيقية كونها تحتاج قدراً أكبر من العمل التجريبي يصعب توفيره في البيئة الافتراضية مقارنةً مع الجامعات التقليدية، وبموجب ما تقدم يمكن صياغة مشكلة الدراسة وتوضيح مسبباتها من خلال التساؤلات الآتية:

– ما هي محاسن ومساوئ تعليم المناهج التطبيقية الكترونياً مقارنة بالتعليم التقليدي؟

– كيف يتم تصميم المناهج التطبيقية لتصبح مناسبة للتعليم الالكتروني وما هي طرق تعويض المخابر العملية (مخابر افتراضية- برامج محاكاة- إلخ)؟.

– ما هي نظرة سوق العمل المحلي للمهندسين المتخرجين من التعليم الالكتروني مقارنةً بزملائهم المتخرجين من الجامعات التقليدية؟.

– ما هي مقترحات التطوير في ضوء التجارب العالمية؟.

أهداف البحث:

تتطلب الاختصاصات التطبيقية تفاعلاً أكبر بين المدرس والطالب وبين الطالب والأجهزة والمخابر وذلك مقارنةً مع الاختصاصات الأساسية النظرية، وقد استطاعت منظومات التعليم الالكتروني التأقلم مع حاجات هذه الاختصاصات إلى حد جيد نوعاً ما، نهدف في هذه الدراسة إلى تقييم مدى التأقلم المتبادل بين طلاب المناهج التطبيقية ومنظومات التعليم الالكتروني، وكيف تم تعويض الحاجة إلى المخابر والتفاعل المباشر مع الدرس وما هي جوانب القصور في هذا التعويض وأثر ذلك على جودة مخرجات العملية التعليمية مقارنة بحالة الجامعات التقليدية، تركز هذه الدراسة على حالة طلاب المناهج الهندسية التطبيقية في الجامعة الافتراضية السورية، وذلك من خلال التركيز على الأهداف المحددة التالية:

– الإضاءة على خصوصية وحاجات الطلاب في كليات الهندسة من منظومات التعليم الالكتروني وبخاصة في المناهج التطبيقية.

– تحديد أهم العوامل المؤثرة في اكتساب طلاب المناهج التطبيقية للخبرة العملية، تحديد المكونات والأبعاد الأكثر والأقل توافراً في منظومة التعليم الالكتروني في الجامعة الافتراضية السورية بهدف تطويرها وتعزيزها في ضوء نتائج الدراسة وفي ضوء ما تعتمده الجامعات العالمية.

خلاصة البحث:

– إن التجربة الافتراضية في سورية ورغم غناها لازالت بحاجة إلى تدعيم في الجوانب التطبيقية منها خاصة أن الإمكانات التقانية التي أصبحت الشبكة تتيحها في يومنا هذا، من محاكيات ومخابر افتراضية ومخابر يمكن إدارتها عن بعد، تشكل بمجموعها دفعاً كبيراً وفرصاً واعدة للتعليم عن بعد تعطي للجامعة الافتراضية السورية نجاحاً إضافياً ونفاذاً أكبر في سوق العمل السورية والعالمية.

– إن الحرب فرضت على بيئة الأعمال السورية استقطاب عدد كبير من خريجي الكليات التطبيقية من التعليم الافتراضي كما فرضت على عدد كبير من الطلاب التوجه إلى هذه المنصات لاستكمال تعليمهم وكان هذا الظرف الاستثنائي حافزاً لنمو هذا النوع من التعليم.

– إن لممارسة العمل قبل التخرج والذي تتيحه البيئة الافتراضية أثراً بالغاً في صقل مهارات طلاب الكليات التطبيقية من الجامعة الافتراضية السورية.

أما التوصيات والمقترحات:

– لابد في الأبحاث المستقبلية من دراسة المحاكيات والمخابر الافتراضية الأمثل لبيئة الجامعة الافتراضية السورية وبالتالي نقل هذه التجارب بشكل منهجي لدعم الجانب العملي لطلاب المناهج التطبيقية.

– إن إجراء تعاون بين الجامعة الافتراضية وبين الشركات السورية الموظفة لخريجي هذه الجامعة يسمح لطلاب الكليات التطبيقية بالحصول على فرص تدريبية مبكرة من جهة ويسمح لهذه الشركات باستقطاب ما يناسبها من كفاءات من جهة أخرى ويعطي فوائد لكلا الطرفين وتغذية راجعة مباشرة للبيئة الأكاديمية من واقع سوق العمل.

– تشكل المخابر الموجودة في جامعة دمشق لطلاب الهندسة ميداناً عملياً مهماً يمكن لطلاب الكليات التطبيقية الاستفادة منه سواء عن بعد أو من خلال تخصيص أوقات محددة يمكنهم فيها النفاذ وإجراء التجارب.

– توفر منصة غوغل https://cloud.google.com/training/free-labs/ مخابر افتراضية احترافية مجانية في تخصصات أمن المعلومات والذكاء الاصطناعي وتطوير البرمجيات والشبكات والبنى التحتية لتقانة الاتصالات والمعلومات وغيرها وجميعها متاحة في سورية وتسمح بتجارب لكليات تطبيقية إضافية يمكن للجامعة الافتراضية السورية استحداثها.

– قد تكون صياغة أسئلة الاستبانة بشكل أكثر حيادية في المستقبل (تجنب طلب الرأي المباشر الذي يدفع المستبان لا شعورياً لإعطاء رأي إيجابي) تسمح للطلاب بالإجابة من دون تحيز ويسمح بالحصول على إجابات أكثر دقة.

– أشادت معظم المراجع بالتجربة البريطانية الرائدة في التعليم الافتراضي للكليات التطبيقية وغير التطبيقية وبالتالي يمكن البناء على هذه التجربة والاستفادة منها في تحسين واقع التخصصات التطبيقية في الجامعة الافتراضية السورية.

نور محمد حاتم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار