حتى لا نبقى مستهلكين للعلم… البحث العلمي هو الحلّ

الوحدة : 9-5-2020

تنفق الحكومات حول العالم أرقاماً فلكية على قطاع البحث العلمي بصنوفه كافة، وخاصة دول العالم الأول، ولا ننسى بطبيعة الحال أنه إذا أخذنا بالنظر بنية هذه النظم الرأسمالية نجد أن هناك بعداً آخر غير البعد الإنساني للبحث العلمي ألا وهو البعد الاقتصادي، لأن نتاجات مراكز البحث تقدم اكتشافات جديدة تحتاجها البشرية، الأمر الذي يدر أموالاً طائلة بعد تحويل تلك النتائج البحثية إلى قطاعات الإنتاج وطرحها في الأسواق العالمية.

ولعل ما يشهده العالم من تداعيات خطيرة في ظل جائحة الكورونا أظهر بشكل جليّ الأهمية الحتمية للبحث العلمي كمنقذ وحيد من هذا الوباء المستجد الذي أرعب القاصي والداني.

الجميع حول العالم ينتظر بشغف ممزوج بالخوف والرجاء نتائج مخابر البحث حول العالم، استجداء لعلاج ناجع يعيد للبشرية الحياة الطبيعية التي توقفت بشكل شبه كامل.

على المستوى المحلي يزداد الاهتمام يوماً بعد يوم بهذا القطاع الحيوي بالغ الأهمية، وربما كان تغيير اسم وزارة التعليم العالي ليصبح وزارة التعليم العالي والبحث العلمي دليلاً دامغاً على تكريس هذا الاهتمام، وزيادة تفعيل العمل الجاد للارتقاء بهذا المجال أكثر فأكثر.

واليوم نحن بحاجة ماسة إلى مشاريع البحث العلمي ونتاجها من أجل ألا نبقى مستهلكين للعلم، وخصوصاً أننا نمتلك أهم عوامل البحث وهو العقل السوري المبدع والخلاق.

هي فرصة سانحة للحفاظ على العقول الوطنية والحدّ من النزيف الخطير الناتج عن هجرتها خارج الحدود، ولاسيما أن هذه الأدمغة أثبتت تفوقها وشهرتها في كل أنحاء المعمورة.

ومن الضرورة بمكان العناية الفائقة بكل متطلبات عملية البحث وتوفير كل ما يسرع آلية المضي قدماً فيها ورفدها بكل وسائل التطوير والتحديث.

ولا بد من ربط مراكز البحث بالمجتمع من أجل خلق مزيد من الدعم لها بالإضافة إلى توفير بيئة غنية حاضنة لكل مخرجات البحث التي تقدم قيمة مضافة بالغة الأهمية للمجتمع على شتى جوانب الحياة.

إنها فرصة ثمينة للباحث السوري للمشاركة الغنية والفاعلة في إعادة بناء سورية الجديدة المكللة بالنصر على الإرهاب، اليوم سورية بحاجة إلى كل أبنائها الأبرار من أجل عملية إعادة الإعمار مستفيدة من الطاقة القصوى للإمكانيات الوطنية مع تصدر قطاع البحث العلمي للصفوف المتقدمة في هذه المرحلة لإيجاد الخطط واستشراف الحلول المثلى لكل المعوقات التي يمكن أن تعترض مسيرة الإعمار والتغلب عليها.

نور محمد حاتم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار