للكلمة…البكر!

الوحدة : 8-5-2020

لمن ترقصين، للّيل، للشمس، للقمر، لتنهّدات الريح على حوافي الجروف، للشغف إلى ملقى الحروف؟، قد فرغت خوابي العمر المنسبل من ذكريات الصبا، وارتدّ الماء في الحلق من دويّ الصدى، أنا المعتوق من قيد الخرافة، من وهن الحدود، فلا الصّدَى حقيقة، ولا يسقي الغيم الجَهَام من كان صَدِي.

 كنت جميلة كفراشة، منمنمة وثيرة كسجّادة، بيضاء مزركشة كثوب زفاف اعشوشب بساطاً ذات ربيع.

 نمتِ على أكتاف القلم، هدّك التعب من ترقب حاكورة وبذر الكلمة في سكيبة، وري الحديقة من فكرة، وحرث المعرفة في تربة.

إنْ صدأ الحرف لم تمت الكلمة في جوف مدفع ولا اندلعت حريقاً في مرج أخضر، أو استكانت صمتاً في زمن أغبر!.

لا تبتئسي يا نديمة، فرغت الناي للتو من عزف مقطوعة الرحيل، نامت الحقول وهجعت شمس الأصيل، وعلقت النجوم رحلاتها وتثاءب القمر، نعست الجداول في حلق الجبل، وانزوى الزرع يشتري بضاعته من المطر!.

رابضت على أسوار قلاع الحرف، تخندقت، تقدمت وتقهقهرت، جرّدت وتجرّدت، ظلمت وأنصفت، انفرجت وضقت، تبرعمت، تفتّحت وزويت، لكنّك لم تكوني لدروس الحياة إلّا عبراً.

خديجة معلا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار