تجارب بعض أولياء الأمور مع أبنائهم المراهقين

الوحدة : 6-5-2020

يتساءل الكثير من الآباء والأمهات عن الطرق التي تمكنهم من كيفية بناء جسور التواصل مع أبنائهم المراهقين، وفق الصورة المثالية من أجل تحقيق الاتزان في شخصيات هؤلاء الأبناء، ولهذا ارتأينا أن نورد هنا بعض آراء المثقفين ضمن هذا المجال:

الطبيبة ماجدة تقول: أنا أرى من خلال تجربتي مع أبنائي، ومن خلال ثقافتي ضمن المجال التربوي أن المراهقة هي أصعب فترة في حياة الفرد، نظراً لأنه يكون محاطاً بمراقبة القائمين على تربيته، سواء من أبويه أو أقربائه أو معلميه، إن المراهق يحتاج إلى عناية فائقة، ومعرفة الأساليب التي تجعلنا أكثر قرباً منه، إن مهمتنا هي توجيهه دون إزعاجه، أو دون إشعاره بأننا نتتبع خطواته، ذلك لأن المراقبة الدائمة لا بد من أن تؤدي إلى إيصال هذا المراهق إلى الوقوع في الأخطاء، والاضطرابات النفسية التي لا تُحمَد عواقبها، هذا بالإضافة إلى إضعاف ثقته بنفسه، ومن هنا أريد أن أنصح الأهالي بالمراقبة عن بُعد بأسلوب مدروس يعمل على صقل شخصيته لا على إيذائها، والحد من تطورها.

الطبيب وائل يقول: قرأتُ لأحد المرشدين بحثاً عن الاهتمام بالمراهق، فأورد بعض الأمور التي من الضروري أن يتنبه إليها أولياء الأمور، وهي الإنصات للمراهقين كي يستطيعوا أن يعبّروا عما يجول في داخلهم من أفكار وهواجس، وهناك أيضاً ضرورة إشعار الأبناء بالحب، هذا الذي من شأنه أن يدعم نفوسهم ويمنحهم الشعور بالارتياح، إن البيئة الإيجابية حاجة ملحة في المنزل من أجل النمو النفسي السليم، لأن البيئة السلبية المليئة بالمشاحنات والتهديد والمراقبة لا بد من أن تصيب شخصيات المراهقين بالخلل الذي يصعب إصلاحه، إننا ينبغي أن نكون أصدقاءهم نحاورهم بشأن ما يدور في محور اهتمامهم.

المدربة في مجال التنمية البشرية، السيدة سوسن تقول: أنا أرى أن التواصل مع الأبناء المراهقين أمر في غاية الأهمية، لكن كيف نتواصل، وكيف نحاورهم، فهذا ما يجهله الكثير من الآباء، ينبغي علينا أن نخصص وقتاً في كل يوم للحديث مع أبنائنا حول العموميات، كأن نحدثهم عن أشياء تحدث في العالم، أو عن بعض الأمور التي تجذب انتباههم، فأولياء الأمور يظنون أنفسهم يحاورون أبناءهم حين يسألونهم: ماذا فعلتَ اليوم؟ أو أنا أنصحك بكذا، أو ماذا درستَ اليوم؟، فهذا ليس الحوار الذي أقصده إنما أقصد الحوار الذي يتعلق بالأحداث الخارجة عن نطاق البيت والأسرة، لقد قرأتُ في أحد الكتب عن شاب مراهق وجَّه رسالة إلى مؤسسة تهتم بالمراهقين، وهي (نحن نتمنى أن نتحدث مع آبائنا وأمهتنا، لكن لا هم يعرفون، ولا نحن نعرف).

د. رفيف هلال

تصفح المزيد..
آخر الأخبار