الوحدة : 26-4-2020
أحببْتُكِ وظلّ الحبّ في قلبي يُساكنني حتّى استطاع أنْ يسكن شراييني فيستوطنها وبتُّ كَمَنْ باع أحزانه وفارقته الآلام والأوجاع, لكنّني ما زلتُ أُدركُ أنّ الحياة أنتِ وأنتِ نبضُ القلب الّذي به أحيا, وأنتِ الضّوء الطّالع صُبحاً في نيسان, لتمرحَ فراشات الضّوء فوق الأزاهير تحطّ هنا وتطير هناك.
أيا صديقتي وأنتِ طنين النّحل في أذني, وأنتِ شوق الزّهر للنّدى في الصّبح, لو تدرينَ ما فعلته بي تلك العيون, وأنتِ أنتِ وأسأل نفسي هل أنا أنا ؟ وهل تغيّرتُ بعد ذا الحبّ الذي منحني الحياة؟
لكِ يا صديقتي الجميلة جمال الحياة أقول: أحببتكِ حبّاً جعل الوشاة يتقوّلون ما يطيب لهم فقالوا قولهم حتّى أنكروا كلَّ شيء وصدّقوا كلّ شيءٍ, حتّى الذين دانوا والذين جحدوا.
أيا صديقتي الجميلة: إنّك نور الصّباح البهي الّذي يُبئني بأنّ الّليل عارضٌ زائلٌ بطلعتكِ, وأنتِ التي ما عرفَتْ أنّ عينيها هما الأكثر دفئاً لقلبي وأنّهما الأكثر مستراحاً لتعبي, هما عيناكِ مقامي ومقالي وهما ليلي ونهاري, لذا يا صديقة عمري: دعيني أستريح فيهما واجعلي نهاري يبدأ من نظرةٍ تمنحني الحياة ودعيني لذاك السّهاد.
أيا صديقة العمر الجميل لو تدرين أنّ عمري ما عاد عمراً إلاّ كما الجرح ينزّ دماً من شراييني فلا الجرح يندمل ولا الدّمُ يتوقف عن رسم القلوب التي ينقشها على نافذتي التي شلّعتها الرّيح وأنا منتظرٌ ذاكَ العصفور الذي يرفرف بجناحيه صبحاً فأعلم أنّ عينيكِ قد وهبتاه كَحَالي الحياةَ فأنتظر قدومَكِ ولو على نافذتي شعاعَ شمسٍ أو نسمةً تُعطّر أنفاسي لأنّي ما زلتُ أراكِ في كلّ التّفاصيل وفي كلّ التّفاصيل أنتِ.
نعيم علي ميّا