دعوة ملحة للتمسك بثقافة مجتمعية

الوحدة : 12-4-2020

كان ومازال للتطوع بعد هام من أبعاد المجتمعات المتقدمة أو ما تسمى دول العالم الأول حيث يشكل بالإضافة إلى القطاعين العام والخاص رافداً جدياً من روافد التنمية والتقدم المجتمعي.

تجتاحنا في بلادنا الأزمات فجأة غير متأهبين لها ولا نملك من ركائز حقيقية لمفهوم التطوع، غير مدركين غالباً أهميته الضرورية والحتمية في مجابهة هذه الأزمات والمحن، وفي كل مرة تقام الندوات وتشكل المجموعات التطوعية بشكل ارتجالي سريع، غير مدروس.

وفي جردة حساب سريعة نجد أن بعض المتطوعين هدفهم سامٍ، وضعوا قضية الوطن نصب أعينهم، وأحسوا أنه بإمكاناتهم حتى لو كانت محدودة يستطيعون أن يقدموا الكثير، وآخرون ارتأوا أن هذه الأزمات قد تكون ساحة لاستعراض العضلات، حيث استغلوا هذه الأزمات لأغراض شخصية هدفها الحصول على مكاسب مادية و معنوية, وآثروا المنافع الشخصية على المصلحة العامة، بدلاً من دورهم الهام كمتطوعين لأجل الوطن.‏

نخاف في القادمات من الأيام أن نسمع بصفقات تتم باسم مبادرة خير، تُجمع الأموال باسم المساعدات فيقدم القليل، ويختفي الباقي إلى جيوب هؤلاء.‏

تجار المواقف، متسلقون على حساب الأزمات، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى الصدق والإخلاص والتفاني، هم شخصيات تتخفى برداء التطوع، تتحدث باسم الإنسانية، وتُنظّر في حقوق الإنسان وتكتب موشحات عن محبة الوطن والإخلاص. فيكون الناتج المتأتي منها سلبياً يخلق حالة مجتمعية سيئة بامتياز.

هي دعوة ملحة للتمسك بقوة بهذه الثقافة المجتمعية الراقية، لتكون حالة وسمة اجتماعية عامة، فثقافة التطوع التي قد تكون جديدة وغريبة بمعانيها العميقة، لكنها حالة إنسانية تحكمها منظومة شفافة من القيم والمبادئ التي تحض على المبادرة بفعل الخير، تحت سقف الوطن و لغايات إنسانية حقيقية أولاً وآخراً.

نور محمد حاتم

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار