شمس العجوز وراء النوافذ!

الوحدة : 12-4-2020

في ثنايا السؤال عما فعله بنا الحجر المنزلي التي حجبت عنا شمس الربيع ومنعتنا من التمتع بدفئها إذ يخيم الحذر من الخروج من بيوتنا لكنها دون استئذان تطرق أشعتها اليوم زجاج نوافذنا، وتجلس الجدة التي تنتظرها خلف أبواب سني العمر لتصرح بعالي صوتها (شمس نيسان لشيباتي).

أم جابر وقد انفرجت أساريرها بعد أن خرجت من خلف جدران بيت ابنها لتجلس في الفناء تحت وهج شمس نيسان، وولدها يرجوها أن تدخل للبيت فهو يخاف عليها شر المرض، لكنها ترد عليه أن شمس نيسان خلقت لها وما بعد المطر والبرد والريح غير شمس الربيع وبرعمة الحياة وتفتح أزهار النفوس والنوايا الطيبة وبذور الخير والعطاء ولن يصيبها مكروه ولا غيرها طالما هي اليوم شمس نيسان، فتقول: لا تخف بني لقد مللت هذا الشتاء الطويل وحان وقت الربيع ولا يمكنني الجلوس والشمس قابعة في السماء وتنظر مني أن ألاقيها، عشرات السنوات مرت علي وأنا على هذا الإيقاع، لتتنحى بطرفها عن ولدها وتنادي جارتها ورفيقة عمرها أم خليل لتجلسا وتتابعان الحديث الذي أجلته لأكثر من شهر.

كريستين، جامعية أكدت أن الشمس هذه الأيام حارقة إن ظهرت بكل أبهتها وقد أزاحت الغيوم عن وجه السماء، وهي تخاف على بشرتها من الحروق والاسمرار قبل أن يأتي الصيف والبحر، وترى أن الشابات ذوات البشرة البيضاء لهن الحظ الأوفر في الزواج حيث أن جميع الشباب تراهم يتهافتون على الفتاة بيضاء البشرة وأمهاتهم ينتقون لهم تلك الفتاة (متل النفجة) للزواج وليس (سودا كرعوبة) لهذا هي تحمل المظلة حتى في عز الشمس وليس من أمطار تكبها السماء عليها، ولا تعجز الوسيلة في حماية بشرتها من أشعة الشمس بالواقيات والكريمات لتبقى بيضاء نضرة، وإن عجزت فلن تيأس بوجود الأجهزة والتقنيات الحديثة لمعالجة مشاكل البشرة وتفتيحها والنتائج مذهلة.

ربا العلي، خبيرة تغذية أشارت إلى بعض الأطعمة التي توافق هذا الربيع وشمسه فقالت: بعد التقلص الشتوي وارتداده لتقلص صيفي تدريجي هو ما يدفع الدم إلى الرأس ليتدفق لذلك وجب علينا الابتعاد عن الطعام التمددي أو التخفيف منه كالسكريات والحليب ومشتقاته خاصة عند الذين يعانون من ارتفاع الضغط والدوار الدهليزي.

وبعد مخاض طل ربيع مسقوم علينا بتنظيف الكبد وتنشيطه ولا نستطيع لذلك سبيلاً غير هذا لاخضرار الذي ازداد ونحتاجه لتفكيك (الصفراء) لذلك ينصح بالإكثار من النباتات الورقية في طعامنا واستهلاكنا اليومي ونراها قد أينعت هذه الأيام وازداد خضارها ورقها مثل السلق والسبانخ والبقدونس والجرجير والهندباء والقريص وغيرها مما تجود به الطبيعة والحقول.

في هذا الفصل تتنوع الأفكار والخواطر نتيجة تنوع المناخ وتقلبات الطقس بين غائم وأمطار وشمس وصحو، وتكون الرطوبة بأعظمها وهو ما يدفع فينا أمراض جهاز التنفس وأولها الكريب والتهاب الحنجرة والبلعوم ويمكن أن نأخذ بعض المشروبات الدافئة التي تقينا هذه الأمراض والتي أساسها حبة البركة السوداء والزنجبيل لتقوية المناعة في أجسامنا، كما يمكننا أن نضيف عليها في طعامنا السمسم المحمص والجزر والخبز الأسمر والقمح بشكل يومي.

لقد حذرت دراسة ألمانية من خطورة أشعة الشمس على البشرة في الربيع بسبب تعامد أشعتها خلال هذا الفصل وفقدان أشعتها طوال الشتاء، لكن يبقى لديها نظام حماية طبيعي تعتمد فيه على إفراز مادة الميلانين التي تمتص الأشعة الضارة بالجلد وتعيق اختراقها للطبقات العميقة بالجلد.

الشمس بأشعتها سلاح ذو حدين لذلك يجب الحرص على التعرض لها في أوقات مناسبة ومحدودة قبل الظهيرة لتفادي المضاعفات الخطرة، ومن الفوائد على البشرة: تمدها بفيتامين د المسؤول عن تجدد الخلايا وبالتالي الحفاظ على نضارتها وشبابها، كما أن الضوء المنبعث منها يساعد في مقاومة الأمراض الجلدية مثل الصدفية والأكزيما.

فوائدها على الجسم والبدن: تقلل من هرمون الكورتيزول أو هرمون الإجهاد والذي يتسبب بفتح الشهية والإقبال على الطعام ومنها زيادة الوزن والسمنة، رفع معدل هرمون السيروتونين الذي يرتبط بالمزاج يحسنه ويرفع عنه الحزن والاكتئاب بفضل الضوء الطبيعي وهو ما يفسر تعرض البعض لاكتئاب الخريف والشتاء، وفيتامين د ينظم معدل ضغط الدم ويساعد على ضبط السكر من خلال تحفيز إفراز الأنسولين في الجسم، ويقوي العظام من خلال تحفيز امتصاص الجسم للكالسيوم ويساعد على تنشيط الدورة الدموية التي تمد الجسم بالطاقة والحيوية وفوائد أخرى كشفتها الدراسات عن احتمال تأثير الشمس في بعض الحالات المرضية وتدخلها في العلاج ومنها التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة الحمراء وأمراض الأمعاء الالتهابية والتهاب الغدة الدرقية، وأخيراً تمنح الجسم الدفء والراحة.

من الأضرار الناجمة للتعرض لفترات طويلة لأشعة الشمس والناجمة عن الأشعة فوق البنفسجية تتمثل في اسمرار البشرة وحروق الشمس وتدمير النسيج المرن والكولاجين وتصبغ الجلد وظهور الكلف والنمش الشيخوخة المبكرة وترهل الجلد وكذلك الإصابة بسرطان الجلد.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار