الحجر الصحي المنزلي فرصة لتقوية النسيج المجتمعي

الوحدة : 7-4-2020

يضطر أفراد الأسرة هذه الأيام للمكوث مع بعضهم في البيت طيلة 24 ساعة ولأيام متتالية وفي مساحات صغيرة، الأمر الذي يخلق تحديات خطيرة على العلاقات الأسرية خاصة الزوجين عمن أجل تفاصيل دقيقة وصغيرة في المنزل لمعرفة ما هو مدى تأثير الخوف والهلع على المواطنين، والتأثيرات الاجتماعية والنفسية في الظروف الحالية وكيفية التخفيف من تلك الآثار السلبية أوضحت الدكتورة نبال الجوراني رئيسة قسم علم الاجتماع في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة تشرين أن رغم مساوئ الحجر الصحي المنزلي، إلا أن هناك إيجابيات لا يمكن للمرء أن يغفلها قد أعطت فرصة كبيرة للتقارب الأسري ولتقوية النسيج المجتمعي، كما أوجد نوعاً من التشاركية في الأفكار والمشاعر التي قلما يعيشها أفراد الأسرة في حياتهم اليومية وأبسط مثال على ذلك هو اجتماع الأفراد على مائدة طعام واحدة، الأمر الذي كان يحدث سابقاً في العطلة الأسبوعية فقط.

 وعن تأثير الخوف والهلع على المواطنين قالت: إلى جانب الشائعات والتهويلات فإن خوف الأشخاص من الفيروس ينبع من أن الناس يجهلون هذا المرض، وهذا وحده كفيل بأن يثير التوجس لديهم، وبالأخص لدى ذوي الشخصيات القلقة فهؤلاء سيتفاقم القلق جلياً لديهم  في زمن الكورونا، أن الهلع من الخوف والقلق على المدى الطويل والذي يشل قدرة الإنسان على العمل،  إضافة إلى إغلاق المطاعم، والجامعات والمدارس، والمتنزهات الذي يفضي إلى خسائر، وتوترات نفسيه إضافية على المجتمع حتى لو لم يصب أفراده بأي أذى جراء هذا الفيروس.

وقت لا يتوتر الناس لخشيتهم من الموت أو الضرر الجسدي فقط، بل أيضا لخشيتهم من التعطل عن العمل، والعزل والاستبعاد الاجتماعي إن أشيع بين الناس أنه مريض أو محجور صحياً، فيخاف من خسارة وظيفته ويخشى أن يكون مصدراً للعدوى.

وحول التأثيرات الاجتماعية والنفسية في هذه الظروف بينت  د. الجوراني أن الحجر الصحي أو الانغلاق القسري في المنازل الذي فرض على الملايين في العالم بسبب تفشي الفيروس هو أمر غير مريح وقد يتسبب بكثير من الأمراض النفسية والاجتماعية على الأفراد اذ أن العزل عن الأهل، والأقارب، والأصدقاء، وفقدان الحرية، والخوف من التعرض للمرض والارتفاع المفاجئ للأسعار كلها عوامل تفضي إلى حالات مأساوية.

كما أن المتابعة المستمرة لوسائل الإعلام، ومنها التواصل الاجتماعي مجهولة المصدر التي تبث أخباراً كاذبة عن تفشي هذا الوباء من شأنه أن يزيد من احتمال تدهور الحالة النفسية وتفاقم الأمراض عند الأشخاص البالغين وللتخفيف من هذه الآثار لابد من تحقيق ما يلي:

× خلق أنشطة ترفيهية يتشارك فيها كل أفراد الأسرة، خاصة الأطفال الذين يعجزون عن فهم ما يدور حولهم.

× يجب الابتعاد عن وسائل الإعلام غير الرسمية التي تبث أخبارا زائفة، وأخذ المعلومات من مصادر موثوقة.

× تهدئة أنفسنا والتعامل بهدوء مع هذا الوضع الجديد من خلال معرفة الحقائق الصحية المتعلقة بالمرض وتقصيها، ومن ثم الاستعداد وبشكل صحيح للوقاية منه.

مريم صالحة

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار