نزهات أهل اللاذقية أيام زمان..

الوحدة : 7-4-2020

لطالما كان شهر نيسان مرتبطاً عند أهل اللاذقية بالمشاوير والنزهات العائلية بإطار  اجتماعي عنوانه البساطة والمحبة الصادقة التي لا تشوبها شائبة وفيما يلي يحدثنا الباحث في شؤون اللاذقية الأستاذ فايز فضول عن ذكريات السيران الذي كان ينشط بكثرة في شهر نيسان.

هذا الشهر الرابع العابق بروائح زهر الليمون والمكتسي بخضرة ربيع قل نظيره في أماكن شاسعة من هذا الكون.

يبدأ الأستاذ  فايز فضول حديثه قائلاً: كانت الأهالي تستيقظ صباحاً مع الأولاد لتذهب لملاقاة نيسان، والناس تسأل بعضها هل لاقيت لنيسان؟ والبعض الآخر يقول (نحنا رايحين حتى نلاقي لنيسان) وآخرون يقولون: (نحنا جينا كنا عم نلاقي لنيسان)، كنا نظن بل يتهيأ لنا ونحن أطفال أننا سوف نستقبل هامة كبيرة تركب الحصان قادمة من مدخل المدينة ونحن جميعاً ذاهبون لاستقباله اسمه نيسان، ولم نكن نعلم أن استقبالنا لنيسان هو عبارة عن نزهة نسميها ربيعاً وللاستمتاع بهذه النزهة، حيث كانت يأخذنا أهلنا إلى قلعة اللاذقية المرتفعة والتي كانت ثكنة للفرنسيين أيام الاحتلال الفرنسي، وموقعها مقابل مدخل ثكنة صلاح الدين شرقاً ويحدها شمالاً فندق الريفيرا الحالي مقابل المركز الثقافي دار الأسد الحالية.

وكانت هذه القلعة خالية من السكن والسكان بل كان يوجد فيها بعض الشجيرات، حيث ينتشر الأهالي والأقارب والجيران في أراضي هذه القلعة كل عائلة على حدة ومنهم يجتمعون سوياً ليفرشوا طعام الفطور الذي حملوه معهم من الخبز الساخن والجبنة البلدية والبيض البلدي المسلوق واللبنة والفول الأخضر والنعناع والزيتون والبصل الأخضر والبندورة.. ليفطروا بسرور وبعدها يتنعمون بكأس شاي أو فنجان قهوة.

وكان البعض من الناس يذهبون لمكان آخر لاستقبال نيسان وهذا المكان اسمه (عين أم إبراهيم) وهي أراض زراعية كانت في محل المركز الثقافي الحالي، وكان الخس يباع للمتنزهين في تلك الأراضي بعد أن يقطع صاحب الأراضي الخس من جذوره ويغسله وهناك جلسات أيضاً في تلك الأراضي تستمتع الناس بها عندما يقطفون السنابل التي يحملونها ليقدموها عند رجوعهم لمن لم تسنح لهم الفرصة بالذهاب إلى هذه النزهة الصباحية..

وعندما ينتهي هذا المشوار وقبل أن  تشتد أشعة الشمس، يرجع الناس إلى بيوتهم سيراَ على الأقدام كما جاؤوا فرحين مسرورين باستقبال نيسان بنزهاتهم الصباحية المفرحة بين أراضي القلعة وعين أم إبراهيم وطريق بوقا أيضاً.

مهى شريقي

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار