المناعة النفسية في زمن الكورونا

الوحدة:5-4-2020

في علم النفس هناك ما يسمي بالمناعة النفسية، هي شبيهة تماماً بمناعة الجسد في مقاومة الأمراض ولكنها تختص بالنفس أي بالقدرة علي مقاومه الحزن والضيق والتوتر تلك المناعة التي تختلف من شخص لآخر وهي السبب الرئيسي في الاستعداد للمرض النفسي، وتعرف المناعة العصبية النفسية بأنها قدرة الجسم على مقاومة الأمراض النفسية والعصبية وذلك من خلال امتلاك جهاز مناعي يعمل بنشاط وكفاءة.

وقد أثبتت الدراسات والأبحاث على مر الزمان ارتباط العامل النفسي بتسبب المرض العضوي، وكلما قويت المناعة النفسية كلما قل احتمال حدوث المرض النفسي، وبالتالي تقل نسبة الإصابة بأمراض الجسم.

وبما أن فيروس كورونا مرتبط كغيره من الأمراض الفيروسية أو العضوية بمدى ردعه من قبل جهاز المناعة أي أن العلاقة عكسية بينها من هنا تأتي أهمية الاهتمام بمناعة الجسم عضويا ونفسيا مع التأكيد والتركيز على الجانب النفسي لخطورة هذا الجانب المخفي.

وقد حدثتنا الدكتورة رباب شريتح اختصاص صحة عامة بورد عربي في الصحة العامة رئيسة شعبة الصحة النفسية بمديرية صحة اللاذقية.

حول العلاقة الوطيدة بين الحالة النفسية واكتساب المناعة لاسيما في زمن الكورونا،

استغربت في البداية الضخ التهويلي الكبير الذي رافق ظهور فيروس كورونا  والذي من شأنه خلق التوتر وزيادة القلق النفسي والخوف لدى الكثيرين وأكدت أنه خلال أيام قليلة انقلبت حياتنا بكل تفاصيلها الأمور التي كانت روتينية كالعمل، السلام، المصافحة، الرياضة، السفر كل ذلك أصبح ممنوعاً وبلحظة تأمل نجد أنه لا شيء أصبح ممنوعاً أو لا نستطيع ممارسته ولكنه أخذ شكلاً آخر.

 إذا نظرنا إلى الأمور من منظور إيجابي لأن الأمور السلبية تتعب نفسيتنا وتضعف مناعتنا وتزيد الأمراض الجسدية، فالتوتر والخوف يؤدي بنا إلى عدم انتظام النبض وارتفاع الضغط والسكر عدا عن ازدياد القلق والتوتر والرهاب والخوف والوساوس، كل هذا بسبب فقد اليقين والثقة ما نحتاج إليه الآن هو الثقة بأن الأمر كله بيد الله وما علينا إلا أن نعقلها ونتوكل على رب العالمين.

التزامنا في منازلنا هو من باب أن نعمل ما علينا ونترك الأمر لرب العباد، كل ما علينا فعله في هذه الفترة لتخفيف من الضغوط النفسية التي نمر بها.

أولاً نهتم بأنفسنا ونثني على أي إنجاز نعمله مهما كان بسيطاً لأن هذا يزيد إفراز هرمون السعادة لدينا هرمون (الدوبامين) ويأتي ضمن اهتمامنا بأنفسنا أن نأخذ قسطاً كافياً من النوم وأن نهتم بغذائنا الصحي.

ثانياً: متابعة نشاطاتنا التي كنا نمارسها ضمن الحدود التي نستطيع أن نقوم فيها نمارس الرياضة ضمن المنزل سواء المشي أو التنفس العميق أو الاسترخاء ولا ننسى الضحك مع أهلنا وذلك لنزيد إفراز هرمون السعادة الثاني (الاندروفين) ويحتاج أن نقوم بهذه النشاطات لمدة لا تقل عن 30دقيقة.

ثالثاً: لا ننسى أن نبتعد عن المكوث مع الأشخاص السلبيين وأن نبعد الأفكار السلبية وأن نتابع أنشطتنا المعتادة والاهم أن نساعد الآخرين ونتخطى أنفسنا وذلك عن طريق نشر الأفكار الإيجابية والطاقة الإيجابية حولنا ونتواصل مع أحبتنا عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي ونشر الرسائل الإيجابية لهم وهذا يزيد إفراز هرمون السعادة الثالث (السيروتونين).

نأتي بعد ذلك إلى الأمر الايجابي لهذه الكورونا وهي أننا بقينا في البيت مع أولادنا وأهلنا بعد أن شغلتنا أمور الدنيا عنهم فكثير منا يحتاج أن يتقرب من أولاده ويكتشف مواهبهم ويتعرف على مشكلاتهم ويحضنهم لأن الحضن يزيد هرمون السعادة الرابع (السيروتونين).

بهذه الأمور البسيطة نتحاوز قلقنا وبدل أن يؤثر كورونا سلبيا علينا نستفيد منه بشكل إيجابي ببقائنا مع عائلاتنا والتزامنا بيتنا

وحول علاقه الضغط النفسي بجهاز المناعة؟

 يشرح العلماء كيف أن الضغط النفسي يؤدي إلى إفراز جملة من العوامل والهرمونات العصبية التي تنتهي الى زيادة هرمون (الكورتيزل) (Cortisol) والذي يعرف بتأثيره المثبط للجهاز المناعي.

هذا الهرمون هو نفسه الذي يعطى للمرضى عند نقل الأعضاء اليهم بهدف منع رفض الجسم لهذا العضو عبر تثبيط الآليات المناعية مع المستويات المرتفعة للكورتيزل يثبط عمل الخلايا المناعية المقاومة لأي غاز من الخارج كالجراثيم والفيروسات وغيرها.

هلال لالا

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار