الواتس آب وسلبياته

الوحدة:5-4-2020

كلما دخلت تقنية جديدة إلى حياتنا دخلت معها سلبيات أكثر من إيجابياتها ولا نعلم السبب الذي يجعل الناس يسيئون استخدام هذه التقنيات إلى درجة تبعث على الاستغراب وقد أصبحت تقنية الواتس صرعة بين الشباب وصار الشغل الشاغل لهم تبادل مقاطع الفيديو والأرقام وأحدث النغمات كما استغلته فئة أخرى في تدمير الهواتف التي تتلقى رسائل الفيروسات انطلاقاً من مبدأ حبّ الأذى الذي يوجد لدى فئة معينة من الناس فكلما تطورت أنظمة الحماية من الفيروسات ابتدع الهاكرز أساليب جديدة في لعبة أشبه بلعبة القط والفأر، ولكن لماذا يصر الشباب على إساءة استخدام مثل هذه التقنيات والعبث بشكل غير مسؤول من خلالها ومحاولة توزيع أكبر كم من الأرقام والرسائل على أكبر مجموعة، ولماذا كل ذلك التباهي عند تحقيق أرقام عالية لمثل هذه الممارسات، هل السبب هو الفراغ الذي يعانونه خاصة في فترات الإجازة أم هو نوع من شقاوة سن المراهقة وعبثيتها أم هو الإهمال والتفكك الأسري؟

إنها أسئلة تطرح نفسها باحثة عن إجابات مقنعة ثم كيف لنا أن نستفيد من أية تقنيات عصرية؟ وكيف نستطيع أن نجنب أنفسنا وشبابنا المضار التي تحملها مثل هذه التقنيات فقد دأبت المجتمعات المحافظة على حماية قيمها من خلال القوانين الصارمة وقد أثر ذلك كثيراً في اختفاء هذه الظاهرة التي كانت تسبب أذى للعائلات وإزعاجاً كبيراً لفتيات وخدشاً للحياء العام، ولكن مع تطور التقنيات جاءت تقنية الواتس لتشكل المنقذ لمثل هؤلاء الشباب العابثين وتوفر عليهم فرصة ضبطهم متلبسين فما على الشاب سوى أن يفتح الجهاز لتلتقطه بقية الأجهزة العاملة بنفس النظام، ويبدأ في بث الرسائل التي تحوي كل ما يرغب في إيصاله، وهنا يأتي دور المتلقي الذي لا يكون مجبراً على التقاط الرسالة بل لديه الاختيار الكامل، وهكذا نشأت أساليب متطورة للتعارف بين الجنسين وربما دفع الفضول بعض الفتيات إلى قبول مثل هذه الرسائل ولكن للأسف فإن النتائج تكون على حساب القيم وأعراف المجتمع ومع أن هناك قوانين ناشئة هدفها حماية المجتمع من مثل هذه التقنيات، فإن الحماية أولاً يجب أن تبدأ من الداخل أي من الاسرة التي تحتاج الى توعية أبنائها وبناتها نحو ضرورة تجنب مثل هذه الأنماط من السلوك ولا أحد يستطيع أن يوقف عجلة التطور التقني ولكن علينا أن نوجد أنظمة وقوانين وتشريعات لا تسمح للعابثين باستخدام مثل هذه التقنيات بشكل يسيء إلى المجتمع ويدمر كيانه ويقوض أسسه التي نشأ عليها.

لمي معروف

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار