زكام القروض

الوحدة:3-4-2020

محفوفة بالمخاطر لكنها خير لا بد منه، تشبه مشحذ السكين أو زيت فرامل سيارة، أو تشحيم لآلة، أو هي غيث في يابس الزرع، مليونا ليرة ليسا رقماً ذا شأن، إلّا عندما يكونان نواة لاستثمار على قدّ الحال يغني عن السؤال، ثمن بقرة مدرار، تسمين عجول، تجفيف فاكهة، مركز ترفيهي للأطفال، ورش يدوية بأنواعها.

 قروض تحرر عنق الريف من الفقر وتجرّه بـ (رسن) القروض، وتوكل المهمة إلى المصرف الزراعي الذي شب على طوق عمليات مالية، لا يحيد فيها عن صرامة قيود محاسبية لمشروعات متناهية الصغر أو مفرطة بالكبر.

 ١٨غاية: القصابة، جرش وغربلة الأعلاف، ألبان وأجبان ومشتقاتها، تربية الدجاج البيّاض والنحل، تسمين الخراف والعجول، تعبئة الحبوب، صناعة الخل زراعة الفطر، تجفيف الفاكهة، صناعة المربيات، والمخللات، تنور سياحي، سجاد يدوي، خياطة، مشحم ومغسل سيارات، حدادة.

تتبعها حزمة مماثلة من الغايات أكثر شمولية، والتنمية من وراء التمكين: فروج حي، مطبخ حلويات، محمصة موالح، ورشة لف محركات، قص وتركيب زجاج وبللور، مواد كهربائية، ميكانيك، ألمنيوم، الكمبوس، دارات ولوحات كهربائية، إصلاح أدوات كهربائية، مكبس بلوك، إصلاح كهرباء سيارات، تصنيع وتصليح أحذية،  مواد صحية، نجارة، مصبغة ألبسة، دهان وتصويج سيارات.

مليارا ليرة مرصودة وكيس من الديون تثقله فوائد يخفف حملها الصندوق الوطني للمعونة الاجتماعية محاصصة ٤% إلى ٦%.

والتسديد على دفعات ربعية أو نصف سنوية، تضمنها وثائق ملف ائتماني، يديره مجلس عائلي مصغّر يحسب بتقدير العقل لا بالورقة والقلم جدواه الاقتصادية، وفقير الحي يستنشق الهواء من منفسة القروض، وامرأة ثكلى برقبتها أبناء يتامى، لم ترهن كرامتها لغير الصندوق، ولجان تنظر بعيون زجاجية إلى أجندة طلبات توثّق بكشف حسّي و بتعهد من لجنة المجتمع المحلي في منطقة عمل المشروع، وبعض التدقيق وشيء من التطنيش لقواعد الاشتباك بين تجاذبات الرفض والقبول.

لا ترمي المصارف أموالها من دون أن تضمن عودتها مهما تعرّجت طرقها إليها، متاهة الاشتراطات ودهاليز القبول، تذيب الشحم المكتنز تحت إبط الاقتراض، لا يغيّر الله ما في قوم حتى يغيّروا ما في أنفسهم، كانت هيئة مكافحة البطالة واحدة من النيّات الحسنة المسدود طريقها في نفق التسديد. قروض العقاري والتوفير والزراعي والتجاري  والصناعي متواطئة مع التأخير، والفئة المستهدفة تتلفت حولها فترى فئة الواسطات فتتت هشاشتها، ومكفوفو اليد نشروا غسيل التواطؤ، ودفعوا فاتورة الموظف، ولم يخلوا سبيل الأموال، مات جزء من حق المصارف، كان كل رأسمالها وسيولتها، استردّت عافيتها نسبياً، لم تبلع الطعم، لا إقراض من دون ضمانات، قاعدة ذهبية لم تغب يوماً عن أعين المصرفيين، حبر قراراتها لم يكن يجف قبل خرق الموافقات. تعاد الكرّة من جديد، كرة بين أقدام لاعبين جدد هل يستفيدوا من درس من مادوا؟

للمشاريع أنف تتنفّس منه أصيب بالزكام، وحرّم عليه العطاس، إيقاف القروض إلى ما شاءت كورونا، والاقتصار على عمليات السحب والإيداع من دون فتح حسابات جديدة.

خديجة معلا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار