كيف يقضي الأبناء عطلة الحجر الصحي؟

الوحدة : 1-4-2020

وكأنهم وجدوها نعمة من السماء، لا جائحة، يفترض أخذ الحيطة والحذر والالتزام ببعض القواعد أهمها المكوث بالبيت حفاظاً على صحتهم، ومتابعة دروسهم حسب الإمكانية، أو حتى مراجعة ما أخذوه.

إنهم طلاب المدارس كباراً وصغاراً، فرحوا للعطلة مبدئياً ليقضوها في اللعب واللهو وممارسة نشاطاتهم، ولكن؟

لقد انعكست آثار العطلة السلبية على الأهل حرقاً في الأعصاب ونقاً ومتطلبات تعجيزية ليس أقلها الخروج إلى الشارع واللعب ومقابلة أقرانهم ضاربين بعرض الحائط كل التعليمات والإجراءات وخوف الأهل، وللوقوف على بعض الحالات تواصلنا مع بعض الأمهات…

أم أحمد قالت: بادئ الأمر فرحوا للعطلة كونهم صغارا ًوفهموا أنه فقط مجرد تعطيل عن المدارس وشرحت لهم السبب وأنه يجدر بهم الجلوس بالمنزل وعدم مغادرته إلا للضرورة القصوى، لم يستوعبوا أنهم سيبقون أياماً متتالية في المنزل دون مغادرته، وبدأت المتطلبات والنق والملل، حاولت بشتى الوسائل إلهاءهم وإشغالهم بألعاب وتسالٍ لكن سرعان ما يتسلل الملل والضجر.

السيدة انتصار: استنفذت كل وسائل الإلهاء والتسلية من تركهم لساعات طويلة يلعبون على الموبايل رغم معرفتي بضرره، لكن كل ذلك كي أقنعهم بعدم الخروج واشتريت لهم (ورق الشدة) وبعض القصص المسلية وحاولت تنظيم برنامج دراسي كل ذلك باء بالفشل نسأل الله ألا يطول هذا الحال وتعود الحياة لسابق عهدها.

السيدة أم علي: حاولت قدر الإمكان إقناعهم بأن الشارع فاض ولا أحد يخرج إلا المضطر تجاوبوا ولكن على مضض أحاول معهم مراجعة الدروس والاطلاع على الدروس اللاحقة عبر فتح مواقع الانترنيت ومتابعة بعض الدروس إضافة لمشاهدة التلفزيون وقليلاً على الموبايل، حقيقة نحن الكبار مللنا فكيف بحالهم؟ ولكن ليس أمامنا إلا الالتزام حفاظا على صحتنا.

أم مضر: تحول المنزل إلى صالة ألعاب كمبيوتر وسلة وطائرة وحتى قدم، وأين المفر؟ إن لم يكن كذلك فالشارع هو الملاذ، وهذا غير متاح، كل الوقت لعب ولهو ونق وأكل إلا الدراسة لم أفلح بأن يتابعوا أو حتى يطلعوا على الدروس . إجاباتهم واضحة طالما لا دوام فلن ندرس ،ماذا بمقدوري أن أفعل ؟ لا شيء، فترة وتمضي إن شاء الله على خير.

أم يزن: رغم وجود والدهم معهم فعملي خارج المنزل كوني ممرضة يبقى قلبي معهم ولا يكاد هاتفي يتوقف من اتصالاتهم وشكاويهم إلى أن أعود، فعلي أن أصغي إلى كل ما حدث معهم فترة غيابي، ماذا سنفعل ماذا سنأكل إلى متى سنبقى محبوسين؟ وسيل من الأسئلة، رغم شرحي وتوضيحي لهم عن المرض والفايروس وضرورة الالتزام بالمنزل، بالحقيقة يحزنني وضعهم لكن ليس أمامي سوى الصبر عليهم وتنفيذ تعليمات الحجر وقاية لنا جميعاً أبعد الله المرض عن الجميع.

بالمجمل كمية التوتر والقلق والملل الذي يعيشه الأبناء تنعكس على الأهل ضغوطاً إضافية للضغوط المادية ما يدعهم يتركون الحبل لأبنائهم على الغارب ضمن المنزل واستباحة بعض القواعد من ضمنها عدم الدراسة وقضاء أوقات طويلة على الأنترنيت وكل ذلك تعويض عن الخروج إلى الشارع والمشاوير ولقاء أقرانهم، ولعل ما يسهل آثار الحجر عليهم كونه يشمل الكل نتمنى ألا يطول ونخرج سالمين جميعا للعودة إلى الحياة والعمل.

آمنة يوسف

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار