موارد المياه الجوفية لحوض نهر بانياس في رسالة ماجستير

العدد: 9556
الثلاثاء : 24 آذار 2020

 

نوقشت في جامعة تشرين (كلية الهندسة المدنية) رسالة ماجستير في قسم الهندسة المائية والري لطالبة الدراسات العليا نور فيصل غانم بعنوان: نمذجة موارد المياه الجوفية المضغوطة في المنطقة السهلية لحوض نهر بانياس، وذلك بإشراف أ. د. م شريف بدر حايك و أ. د. م غطفان عبد الكريم عمار (مشاركاً بالإشراف) وبعد انتهاء المناقشة تداولت لجنة الحكم المؤلفة من السادة: الدكتور شريف حايك والدكتور عباس عبد الرحمن والدكتور كنان راعي، وبموجب المداولة منحت م. نور غانم درجة الماجستير بتقدير امتياز وعلامة قدرها (88%).

في مادتنا الآتية نسلط الضوء على أهم ما جاء في البحث من استنتاجات وتوصيات وقضايا أغنت الموضوع، جاء في الرسالة: في إطار السياسات التنموية المنفذة في السنوات الأخيرة التي توافقت مع زيادة الطلب على المياه كونه يحتل الدور الأساس لتغطية المشاريع التنموية تم التوسع بأهمية استثمار المياه الذي تطلب انتهاج سياسة الاستدامة واستعمال المياه بفعالية ودون هدر مع الحرص على تنمية الموارد المائية بالشكل الأمثل، تتطلب مواجهة حالات الاستنزاف الشديد والتلوث المتزايد للخزانات الجوفية في المنطقة وضع خطط قطرية وإقليمية شاملة وقابلة للتنفيذ تستهدف تعزيز الاستخدام الرشيد لتلك الخزانات، تعد سورية من بين الدول الأولى التي باشرت بإعداد مثل هذه الخطط خلال العقد المنصرم لكن ظلت فعاليتها محدودة ومن المهم حماية مواردنا المائية المتاحة من خطر الاستثمارات الجائرة والاستنزاف خاصة أن منطقة بانياس غنية بمصادر مائية غير مستثمرة إلى الآن بشكل مدروس من خلال موارد طبقة المياه الجوفية المضغوطة فيها التي تذهب هدراً دون تخطيط واستثمار بوساطة تصريف الينابيع تحت البحرية المنتشرة في المنطقة، تأتي أهمية هذا البحث من ضرورة إيجاد الطرائق المثلى لاستثمار وإدارة موارد المياه المضغوطة المتاحة ضمن المنطقة السهلية لحوض نهر بانياس، في ظل الحاجة المتزايدة للموارد المائية وغياب الإدارة الرشيدة لاستثمارها وذلك باعتماد التقانات الحديثة التي تعتمد النماذج العددية الرياضية في محاكاة نظام المياه الجوفية الأمر الذي يسمح بإدارة هذه الموارد من الوجهة الكمية والنوعية والتنبؤ بالتغيرات المحتملة عليها تبعاً لسيناريوهات الاستثمار المستقبلية المقترحة اعتمد في البحث نموذج ModFlow لمحاكاة نظام المياه الجوفية وهو من أكثر نماذج محاكاة حركة المياه الجوفية انتشاراً في العالم يعتمد الجريانات الجوفية ثلاثية الأبعاد باستخدام طريقة الفروق المنتهية كطريقة من طرائق عديدة لحل جملة المعادلات التفاضلية للجريان، بالإضافة إلى نموذج MoDPATH لدراسة حركة الملوثات في المياه الجوفية تبعاً لاتجاه جريان المياه الجوفية في منطقة الدراسة، وتحديد المناطق المهددة بالتلوث بالنترات عن طريق دراسة حركته وتراكيزه المستقبلية، وتحديد مناطق الخطر مع الزمن، لأن زيادة تركيزه عن (50ملغ/ل) في المياه الجوفية في المناطق الجافة جداً يخرج المياه الجوفية من الاستخدام لتلبية احتياجات الشرب التي تعد الأولوية الأهم في تلك المناطق أما تقدير كتلة ملوث النترات في منطقة الدراسة وكتلة وتراكيز النترات المتزايدة مع الزمن في الآبار المستخدمة لأغراض الشرب في منطقة الدراسة فقد تم تحديدها باستخدام نموذج MT3D منطقة البحث تقع في الجزء الغربي السهلي من حوض نهر بانياس وتبلغ مساحة المنطقة حوالي 13كم2 يسود فيها مناخ متوسطي عادي مع شتاء معتدل ورطب وصيف حار وجاف نسبياً، وهي تمثل حاملاً مائياً جوفياً مضغوطاً ذا نظام جريان مستقر ويتمثل التركيب الجيولوجي للمنطقة بتوضع الطبقات من تشكيلات النيوجين فوق ويتشكل الحامل الطبقة شبه الكتيمة الفاصلة العائدة لتشكيلات الكريتاسي الأعلى وتتميز بناقلية المائي الأسفل ضمن تشكيلات الكريتاسي الأوسط والأدنى هيدروليكية عالية.
من استنتاجات البحث: تتراوح أعماق المياه الجوفية المضغوطة بين (0 -60) م وتتراوح قيمة الارتفاع المطلق بمنسوب المياه الجوفية بين (0 -14) م وتنصرف المياه الجوفية في معظم أنحاء منطقة البحث من الشرق نحو الغرب باتجاه البحر المتوسط وتمتاز هذه المياه بأنها عذبة بيكربوناتية كلسية مغنيزية ونوعيتها جيدة جداً لري المحاصيل الزراعية وللشرب من الناحية الكيميائية ويمكن استثمار(200000) M3/doy من المياه الجوفية العذبة دون استثمار جائر وهبوطات لا تزيد عن M2 في منطقة البحث، أيضاً في السيناريو الثالث للدراسة يمكن استثمار doy 89510m3 من المياه الجوفية العذبة دون استثمار جائر وتداخل مياه البحر مع الطبقة الحاملة للمياه الجوفية، كما يزداد متوسط تركيز شاردة النترات من l30/mg في عام 2003 إلى L82/Mg في عام 2040 وبالتالي تصبح المياه الجوفية خارج الاستخدام لأغراض الشرب في أكثر من 80% من مساحة منطقة البحث.
من توصيات الدراسة: تنفيذ دراسة هيدروجيولوجية تفصيلية لمنطقة البحث لأنها ذات مأمولية عالية جداً وتحتوي موارد مائية جوفية ذات نوعية جيدة وسهلة الاستثمار وتحديد طبيعة الاتصال الهيدروليكي بين طبقة المياه الجوفية الحرة والمضغوطة في منطقة البحث.
أخيراً: ضرورة متابعة مراقبة المياه الجوفية (كماً ونوعاً) وبالتالي إعادة معايرة النموذج الرياضي من أجل وضع سيناريوهات جديدة وفق خطط الاستثمار المستقبلية.

رفيدة يونس أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار