المناعة خير من العلاج

العدد : 9553
الأربعاء : 18 آذار 2020

 

ظروف الحيطة والابتعاد عن التجمّعات واللقاءات والمصافحة والتعقيم وكل مايتعلّق بالكورونا باتت حديث الشارع.

لفتتني مادة علمية طبية نشرتها عالمة في المعهد السويدي للأمراض المعدية بمحاربة الفيروس السيء الذكر عبر ما سمته (مناعة القطيع) تقول: يُحارب جسم الإنسان الأمراض المعدية عبر جهاز المناعة، فعندما يتعرض جهاز المناعة لعدو جديد – فيروس مثلاً- فإنه يتعامل معه، وإذا عاش الشخص وتعافى فإن جهاز المناعة يُطور ذاكرة لهذا الغازي، بحيث إذا تعرض للفيروس مستقبلاً فيمكنه محاربته بسهولة.
أمّا (مناعة القطيع) فتقول التالي: إذا كان لديك مرض جديد مثل الكورونا، وليس له لقاح، فعندها سينتشر بين السكان، ولكن إذا طور عدد كافٍ من الأشخاص ذاكرة مناعية، فسيتوقف المرض عن الانتشار، حتى لو لم يكن جميع السكان قد طوروا ذاكرة مناعية.
هذه هي الطريقة التي تعمل بها اللقاحات، والتي تقوم بخلق ذاكرة للمرض من دون أن يُصاب الجسم حقيقة بالمرض، إذ يكون اللقاح مكوناً من فيروسات ميتة أو ضعيفة، لكنها كافية لتكوين ذاكرة لدى جهاز المناعة، من دون إصابة الجسم بالمرض.
ولهذه الغاية يجب أن تقوم الجهات الصحية بالعمل على إبطاء انتشار الفيروس في المجتمع لكنها لن تكون قادرة على وقف انتشاره خلال أسابيع ، والهدف من ذلك هو التخوفات من عودة انتشار الفيروس بعد وقف الإجراءات الاحترازية.
ومع توقعات العلماء بان يستمر وجود الفيروس بين الناس كمرض دائم مثله مثل الانفلونزا، فهذا يعني أن منح المجتمع الفرصة لتشكيل مناعة تجاه هذا الفيروس مبكراً سيكون أفضل من الحدّ من انتشاره لحظياً، فلا تستطيع الدول العيش ضمن النمط الحالي الذي تتوقف الحياة فيه بشكل شبه كامل لفترات طويلة، أملنا كبير بتجاوز المحنة لأنّ نسبة الوعي لدى عامة الشعب عندنا عالية جداً، وبالتأكيد أخذت الحكومة والجهات المختصة الاحتياطات اللازمة على كل المستويات ورغم الخوف إلاّ أن الوضع تحت السيطرة.

منير حبيب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار