خريج الجامعة هل هو مثقف أم متعلّم؟

العدد : 9552
الثلاثاء : 17 آذار 2020

 

تقول الحكمة: إن الشهادة هي وثيقة تثبت أنك متعلم ولا تثبت أنك مثقف، فالثقافة حصيلة مهارات وخبرات وتراكم معرفي ينضج مع الأيام، وتحتاج لمثابرة واجتهاد وقراءة متعمقة بفنون المعرفة المختلفة، بينما الشهادة توحي بأن صاحبها ملّم في اختصاص معرفي معين قد يشكل غصناً صغيراً من شجرة الثقافة، هذا الأمر يقودنا إلى استطلاع سنقدم لكم خلاصته حول النظرة المجتمعية لحامل الشهادة الجامعية والمثقف والخلط بينهما عن دراية أو غير دراية، وهل يمكن القول إن كل مثقف هو جامعي بالضرورة؟
* دارين، مدرّسة، ترفض حصر الثقافة بحاملي الشهادات الجامعية وتقول: الجامعي هو شخص تلقى تعليماً في اختصاص معين، فهو ملّم فيه، ولكنه ليس بالضرورة أن يمتلك معلومات حول قضايا مجتمعية عديدة إلا إذا كانت لديه مطالعات كثيرة خارج اختصاصه، وهذا نادراً ما نجده وتضيف: يسعى طلاب الجامعة للحصول على الشهادة فقط وفي كثير من الأحيان نجدهم قد نسوا أغلب المعلومات عن مقرراتهم الدرسية مجرد أن يتجاوزوا الامتحان.
* أمجد، محامي، يجيب ضاحكاً: معظم خريجي الحقوق لا يحفظون ما درسوه في مناهجهم الجامعية، ويمارسون العمل في المحاماة معتمدين على معقبي معاملات أو على بعض الموظفين ممن يحيطون بأغلب جوانب القانون بسبب خبرتهم التي اكتسبوها من خلال عملهم رغم أنهم لم يتجاوزوا الثانوية العامة، وهذا دليل على أن أغلب حاملي الشهادات الجامعية لا يفقهون شيئاً حتى في اختصاصهم وذلك نتيجة سعيهم للنجاح عن طريق الحفظ البصم، وليس الفهم من أجل الحصول على الشهادة لا غير، وبالتالي لا يمكن أن نعد أن كل من يحمل شهادة جامعية هو مثقف بالضرورة.
* أما سعاد فتقول: حصلت على شهادتي الجامعة في الأدب الإنكليزي، وتابعت في تطوير مهاراتي عن طريق الدورات، بالإضافة لحرصي على المطالعة التي تشكل بالنسبة لي رافداً حقيقياً للمعلومات في كثير من القضايا المجتمعية، وتضيف سعاد: إن معظم حاملي الشهادات الجامعية يفضلون التعلم بكل مراحله سواء خلال دراستهم الجامعية أم بعدها، فالإنسان الذي يختار طريق العلم هو بالضرورة مثقف، وإلا ما كنا وجدناه في ميدان العلم بل ممارساً لأحد المهن الحرة.
* سعاد، ربة منزل، تقول: تكمل الشهادة الجامعية والثقافة بعضهما البعض فلا يكفي أن يكون الإنسان حاملاً شهادة جامعية بل عليه أن يصقل خبراته بالكثير من المطالعات، وتؤكد أن من لا يحمل شهادة جامعية لا يمكن أن يكون مثقفاً وتقول: أرفض أي عريس يتقدم لابنتي إن لم يكن جامعياً، فالناس تقيّم ثقافة الإنسان من خلال امتلاكه شهادة جامعية أم لا.
* علا حسينو، طالبة جامعية، تؤكد أن الثقافة هي نتيجة تراكم الخبرات الحياتية والتجارب وتضيف: قد نجد شخصاً أمياً لكنه مثقف ونجد العكس أيضاً فقد يحمل أحدهم شهادة جامعية وهو لا يمت للثقافة بصلة حتى ضمن اختصاص دراسته، كما أن تجربة واحدة كحرب أو وباء أو اغتراب كفيلة بأن تعطينا ثقافة عملية تغني عن شهادات جامعية عديدة.
* روز سعيد، عضو مجلس محافظة اللاذقية، تقول: الثقافة هي فن التعامل مع الناس واحترام الآخر، والشهادة ليست مقياساً للثقافة وأضافت: خبرات الحياة والثقافة هي القوى الناعمة في بناء فكر الإنسان.
* بشرى سليمان، صحفية، تقول: أعتقد أن الثقافة ليست مقترنة بالشهادة الجامعية، فكم هناك من خريجي الجامعات ليس لديهم مستوى ثقافي، بالمقابل نرى الكثير من المثقفين غير الخريجين الذين يخوضون الحديث في شتى المجالات الثقافية والمعرفية والحياتية.

ياسمين شعبان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار