آثار وسائل التواصل الاجتماعي على الطفل

العدد : 9546
الاثنين 9 آذار 2020

 

ضمن النشاطات الأسبوعية للجمعية العلمية التاريخية بجبلة أقيمت محاضرة حول الآثار السلبية والإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي قدمتها الدكتورة دلال عمار رئيسة دائرة البحوث بمديرية تربية اللاذقية (إرشاد نفسي) وقد أجابت على تساؤلات الحضور حول الآثار السلبية والإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي على الفرد بكافة المستويات العمرية وخاصة الأطفال والمراهقين والشباب.
ومتى وكيف نسمح لأطفالنا باستخدام هذه الوسائل، مع تقييم تجربة إحدى السيدات الحاضرات، سماح عكرمة التي شرحت تجربتها بتربية طفلين توءمين بعمر خمس سنوات بعيداً عن هذه الوسائل بما فيها التلفزيون وكيف عوضت لهم البديل عن طريق ملء وقتهم بالأنشطة وتعلم الموسيقا واللغات والأشغال اليدوية دون أن تغصبهم على الابتعاد عنها أي أنهم يعرضون عنها بملء إرادتهم وحتى لو سمحت لهم بذلك فهو بقدر ووقت محددين وتحت نظرها واختيارها لما يشاهدون.
× الدكتورة عمار أكدت أنه عندما يتشدد الأهل بالمراقبة ومنع الأبناء لاستخدام هذه الوسائل والتقنيات لن تنجح محاولاتهم وسيأتي يوم يتأثر هذا الطفل أو المراهق برفاقه بالمدرسة أو بالشارع لذلك فإن المنع لا يفيد على العكس تماماً يجب أن يكون هناك إدارة وتوجيه لتعيين وقت معين ومحدد مسموح له مع مراقبة ماذا يرى ومع من يتواصل وأي البرامج يرى.
وحول العادات الخاطئة كأن تمسك الأم ابنها الصغير تحت سن خمس سنوات أي جهاز (تاب موبايل) وهذه ظاهرة منتشرة كثيراً وقلما نجد أسرة تتحسس الضرر الكبير على أطفالها من تلك الأجهزة والوسائل رغم معرفة البعض لأخطارها،
لإرضائه أو إسكاته ريثما تنجز عملاً منزلياً أو لديها ضيوف أو لأي سبب آخر، فأكدت أنها أفعال خطيرة جداً تضر بصحة الطفل ونموه فكرياً ودماغياً وبدنياً واجتماعياً، وخاصة في الأعمار الصغيرة ما دون الخامسة، ومع الأيام يصير لديه إدمان، وبمرحلة تالية تشكل خطورة على حياته مع انتشار الألعاب المؤذية كلعبة مريم ومصاص الدماء وغيرها، كذلك عندما يشاهد الطفل أبويه يمسكان الجهاز لوقت طويل، وخاصة أمه وهي تنجز أعمال المنزل وحتى وهي تحدثه وكل وقتها وعيونها مشدودة إلى ذلك الجهاز، فيشهر بالإهمال والتهميش لذلك سيلجأ أولاً إلى التقليد وثانياً سيلجأ لغيرها، سيبحث عمن يحتويه أو يسمعه فتكون مواقع التواصل هي الملجأ، وأحياناَ كثيرة عمل الأم وانشغالها خارج المنزل كذلك الأب، يضيع الأبناء لتقوم هذه الوسائل بدورها في تربية الأبناء، طبعاً لا ينكر أن للأنترنيت دوراً إيجابياً في حياة الجميع من طلاب المدارس في كل المراحل والجامعات إن كان بالحصول على المعلومات الدقيقة والشروح المفصلة للدروس والمحاضرات بطريقة سهلة وميسرة ووسيلة لطرح وتبادل الأفكار ومناقشة مواضيع لا يمكن مناقشتها على أرض الواقع أو حتى مع الأهل لذلك فهي سيف ذو حدين وتكاد تكون إيجابياتها توازن بل وتتفوق على السلبيات إذا ما عرف الأهل كيف ومتى يتعامل أبناؤهم معها وماذا يرون وأي البرامج يتابعون لتوجيههم لمخاطرها وتعليمهم كيفية تطويعها خدمة لحاجاتهم التعليمية والتثقيفية والحياتية لا أن يكونوا عبيداً لها أو مدمنين عليها فتدمرهم، ومؤخرا انتشرت ألعاب (بوبجي) قضت على مستقبل طلاب كثر وفشلوا في تحصيلهم العلمي بسببها وسببت أمراضاً لكثيرين نتيجة اللعب المتواصل والتوتر الزائد، كذلك سببت العديد من المشاكل الاجتماعية (طلاق) لذلك فهي مدمرة لمن لا يحسن استخدامها.

آمنة يوسف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار