الوحـــدة…

العدد: 9533

الأربعاء: 19 شباط 2020

 

تقعد في بيتك وحيداً فتشعر بالملل والضجر، تسحب كرسيك على الشرفة لتراقب المارين فتشعر بالأنس رغم أنك لم تجالسهم ولم تحادثهم فقط أنت تراقبهم وقد لا تعرف منهم أحداً.
تخيل نفسك تسكن في صحراء لوحدك دون شريك فماذا سيحدث لك، لن تضجر وتمل فقط بل سيلتهمك الخوف وترعبك الأجواء والأصوات من صدى وفحيح ونباح وقرقرة وصرير وخرخرة وهدير.
بدون أخيك الإنسان لا تستطيع العيش حتى لو لم تساكنه أو تكلمه فقط أن تراقبه عن بعد ستشعر بالأمان.
الكتاب أنيس تتصفحه فتعيش مع الشخصيات والأحداث وتشعر بالأمان لأنك تشغل أفكارك ومشاعرك.
حتى إن كنت مسافراً لوحدك على طريق طويل ترى اللافتات على جانبي الطريق فتقرأها فتقضي على هواجسك فتشعر أنها رفيق.
كذلك التلفاز أو التلفون قد يشغلانك لبعض الوقت فتتسلى وتطرد الخوف.
كنت أحياناً أبقى لوحدي بعد أن يلتحق أولادي بمدارسهم ورغم مهمات البيت الكثيرة أحس بالوحدة والكآبة والضجر وذات مرة بكيت.
كثيرنا تؤلمه الوحدة لأنها تستدعي القلق والهواجس والخوف.
قد تسكن وحدك في شقة كما تستدعي الظروف لكنك ما أن تجلس حتى تسارع لمراقبة الشارع والجيران دون قصد فتدخل الطمأنينة صدرك لهذا كان الزواج سكن لكلا الطرفين ولهو ولعب وتسلية وقضاء على الهواجس والخوف، بل الحياة كلها لهو ولعب الشكر لوجود الآخرين معنا في الحياة.

وحيدة منى

تصفح المزيد..
آخر الأخبار