سجــــال غير معلن بين طلبــــة الجامعـــــة وأســــاتذتهم حــــول الأســــئلة وســــلالم التصحيح

العدد: 9532

الثلاثاء 18-2-2020

 

كل عام نسمع نفس الكلام يتكرر على ألسنة الطلبة الذين يشكون من الأسئلة التي تميل غالباً إلى الإبهام وعدم الوضوح وبنفس الوقت يأتي الرّد من أغلب المدرسين ليقول: طلابنا كسالى لا يقرؤون ولا يحضّرون ولا يعطون الامتحان الاهتمام المطلوب وينطبق عليهم قول المتنبي: على قدر أهل العزم تأتي العزائم.

إذاً نحن أمام سجال يتكرر في كل موسم امتحاني وهذا الموسم كانت حدة الشكوى أعلى ونبرة الاحتجاج واضحة أكثر ربما لعوامل عديدة ساهم في تعميقها برد الشتاء الذي ترافق مع انقطاعات طويلة للكهرباء وغياب التدفئة عن معظم الوحدات السكنية الجامعية والقاعات الدرسية وحتى عن بيوت الطلبة.
سنحاول في مادتنا عرض أهم الأفكار التي شكلت بمجموعها مشكلة يراها الطلبة عصية على العلاج وذلك من خلال استطلاعنا هذا مع طلبة من كليات مختلفة تشاركوا في الهم والشكوى مع الطلبة ومع أساتذتهم عسانا نجد علاجاً لمشكلة تتجدد كل عام.
* أسامة (طالب أدب انكليزي) قال: هي المرة الخامسة التي أقدم فيها مادتين بنفس السنة فأنا أحملهما باستمرار ورغم كل محاولاتي بالإحاطة بكل الأفكار المتعلقة فيها أجد نفسي في الامتحان وكأني لم أقرأ أو أسمع بهذه المادة من قبل فالأسئلة صعبة ومعقدة جداً.
* يسرى (طالبة أدب عربي) قالت: كيف لأساتذتنا أن يضعوا أسئلة طويلة معقدة دون مراعاة لوضع الطالب الذي يعاني الأمرين بين غياب التدفئة وانقطاع الكهرباء وكأن أساتذتنا يمارسون نوعاً من الانتقام مع الطلبة.
* سمر (طالبة جغرافيا) قالت: يعتمد أغلب مدرسي قسم الجغرافيا أسلوباً معقداً في أسئلتهم وأضافت تحتاج الإجابة على أسئلة الامتحان وقتاً مضاعفاً وأشارت إلى صعوبة سلالم التصحيح ودقتها الشديدة مما يصيب الطالب بالإرباك.
* عبير (طالبة في كلية الاقتصاد) قالت: يظن البعض أن اعتماد الأتمتة في أسئلة الامتحان من شأنه أن يساعد الطالب ولكن هذا لا ينطبق على أغلب المواد في كلية الاقتصاد حيث يتم اعتماد أسئلة طويلة جداً لا تتناسب مع الوقت المخصص لحلها حيث يحتاج الطالب لوقت خاص لفهم الأسئلة نظراً لغموضها وإبهامها وبعدها يبدأ بالحل فينقضي الوقت دون أن يستطيع الطالب الإجابة على كل الأسئلة.
– ميسم (طالبة في كلية التربية) قالت: قليلاً ما يعتمد أساتذتنا أسلوباً محدداً وواضحاً في مقرراتهم ففي كل مرة يغيرونه وعليه لا يستطيع الطالب دراسة أسئلة سابقة ليعرف طريقة المدرس في طرح أسئلته فأحياناً يعتمد أسلوب التعاريف والشرح وأحياناً التعليلات، مرات يطلب الاختصار وأخرى الإسهاب بالشرح وتشاركها زميلتها نور الرأي: نشعر وكأننا في حقل تجارب وتتساءل لماذا لا يعتمد المدرس نمطاً محدداً وأضافت: طلب منا مرة إجابات لا تتجاوز السطرين فقام الطلبة باختزال فقرات طويلة وتقديم إجابات مختصرة ولكننا فوجئنا بسلم التصحيح يغاير كل ما كتبناه وحينها قصدنا المدرس الذي أجابنا أنه يريد كلمات بعينها ووضع الدرجات عليها.
* عيسى (طالب في كلية الطب) قال: يتنافس أساتذتنا في تعقيد أسئلتهم وكأننا نخوض حرباً وليس اختباراً وأضاف: أعتقد أنه في الكليات العلمية تحديداً يجب اعتماد أسئلة واضحة ومختصرة فطالب الكليات العلمية لديه امتحان عملي يثبت فيه جدارته وبيّن أن الطالب يحسب حساب اجتياز الاختبار النظري أكثر.
* بينما قال مهند (طالب في كلية الطب) من حق المدرس أن يعتمد أسئلة صعبة ليميز الطالب المجتهد من سواه وأضاف: أستغرب من أستاذ جامعي يعتمد أسلوباً سهلاً جداً في مقرره حيث أن مناهجنا دقيقة ونحن نحتاج لاختبار حقيقي نستفيد منه قبل الدخول في الحياة العملية ومصاعبها.
مع أساتذتهم
* إبراهيم شعبان (محاضر في جامعة تشرين): أياً كانت الأسئلة ونوعها سيشير الطلبة بإصبع الاتهام لأساتذتهم الذين يجنحون دائماً إلى حالة من الغموض والإطالة ويضعون باللائمة على سلالم تصحيح صعبة ومعقدة لا يسلم منها إلا القليل هذه حالة اعتدنا على التعايش معها وسماعها وكلنا على دراية ومعرفة مسبقة بأن أكثر طلابنا كسالى وقليلو التركيز وتقتصر دراستهم على موسم الامتحان فقط وأضاف: من ناحيتي لا أعتقد أن مدرساً يتقصد أذية طالب أو الابتعاد عن مصلحته.
وقد راجعنا طلاب كثيرون عندما كانت اللوائح التنظيمية في الجامعة تسمح للطالب بمراجعة دفتره الامتحاني بحضور المدرس والجهات المعنية في الكلية وتبين له حقيقة الأمر وأن ما كتبه على دفتره لا يعدو كلمات إنشائية لا علاقة لها بالمادة أو بسلالم التصحيح.
* علي ميا (أستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة تشرين) قال: الطالب يبحث عن حجج وذرائع ليبرر رسوبه في المقرر ولكن هذه الحالة لا يمكن إسقاطها على كل الطلاب فبعضهم يحضرون مقرراتهم بشكل جيد ويعتمدون على الفهم في دراستهم وهم حتى يطالبون بإلغاء نمط الأتمتة كونه يعتمد على الحفظ فقط وأضاف: أتعاطف مع وضع الطالب الجامعي وخاصة في هذه الظروف من غياب الكهرباء والتدفئة وأشار إلى أن وجود كادر تدريسي جديد لا يملك الخبرة ساهم في تفاقم الاستياء من هذا الحال فوضع أسئلة الأتمتة تحتاج إلى خبرة، ومن ناحيتي طالبت كثيراً بإلغاء نمط الأسئلة لأن هذا النوع يربك الطالب المتفوق الذي يعتمد على الفهم كما أشار ميا إلى أن اعتماد الطلاب على أسئلة الدورات فقط في الأسئلة المؤتمتة يسبب لهم هذا الإرباك فقد يعمد مدرس المقرر إلى تغيير بسيط لا يدركه إلا الطالب المتمكن من دراسته.

 

ياسمين شعبان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار