العدد : 9530
الأحد : 16 شباط 2020
لم تنفع محاولات (سندباد) بالكتابة فوق الماء، بل غرق في جوف موجةٍ هاربةٍ.
صعدت الموجة ثم ابتعدت نحو الشّاطئ الّذي تذرف رماله، وكأنّها تتمنّى للرياح أغصاناً فتورقها!
لم تصل الموجة شاطِئها، وإنّما اختفت بطريقة الأُسطورة؟! حتّى يومنا هذا وما زلنا نصدّق موجة (سندباد) على أنّها حوتٌ أو وحشٌ بمقدوره ابتلاع البحر؟!!
ربّما لكثرة الحيتان من البشر، وقد ابتلعوا بفسادهم كُلّ شيءٍ بما في ذلك ذكرياتنا، بل واقتلعوا لقاءاتٍ كنّا نشيّدُ لها الظّلال والفيء، إكراماً لـ …و….؟! وكما الياسمين يسبح في شمسه البيضاء، سأسبحُ فوق الأشجار ثماراً.
قالها (سندباد) ومضى إلى عمود ماءٍ وتسلّقه بأجنحةٍ ثلاث، ثمّ رسم وردةً كبيرةً يُسافرُ النّحلُ بها خارج أسوار الأفق.
يا للفساد و يا (لسندباد) – سالبٌ وموجبٌ يلتقيان، كالماء والحبر، الماء يمحو الأثر، والحبر يبقيه.
الكلُّ سواءٌ، طالما أنّنا نلهثُ وراء حاجاتنا، ولا نصلُ إلّا بصحبة المرض والتّعب والكدّ، لنحصل على سنابل فارغةٍ من كُلِّ احتواءٍ.
عن الفساد قال أحدهم: يمتدُّ الطّريقُ أمامي كحبلِ غسيلٍ، وعلى الجانبين مَشَاهد عارية تشتهى الارتداء! كُلُّ الدّروب تتشابه وتغرق بحبال غسيلها، طالما أنّنا مازلنا أمام من يختصر حياتنا بالعَوذِ ولا يستحي؟!!
سمير عوض