موت سريــري لدور معتمــدي الغــاز السوق السوداء تنشط وتزدهر و«سادكوب» تنفي!

العدد: 9528

الأربعاء : 12شباط 2020

 

أزمة معيشية جديدة تضاف إلى قائمة الأزمات التي يعاني منها المواطن السوري إنها أزمة فقدان الغاز والتي أخذت تتفاقم وتزداد في الأشهر الأخيرة وبدأت بالغاز المنزلي لتمتد وتشمل المطاعم ومحلات الوجبات السريعة والأطعمة بحيث أصبح الحصول على أسطوانة غاز (حلم كل مواطن سوري) وفي ظل الموت السريري لدور معتمدي الغاز انتعشت السوق السوداء فتجار الأزمة كانوا وما زالوا يستغلون كل أزمة تمر بها البلاد ليملؤوا جيوبهم بالمال من ألم وحاجة ومعاناة المواطن، قمنا بجولة على المطاعم ومحلات الوجبات السريعة واستمعنا إلى الأحاديث والمعاناة الكبيرة في الحصول على جرة غاز.

* مطعم عمار في المشروع الثامن: لدينا رخصة بالحصول على أربع أسطوانات غاز في الأسبوع ولكن من حوالي خمسة أشهر لا نحصل سوى على جرة واحدة والأسطوانات المتبقية نشتريها من السوق السوداء وبأسعار مرتفعة جداً حيث وصل سعر أسطوانة الغاز إلى (22) ألف ليرة سورية وفي كثير من الأحيان إلى (35) ألف ليرة سورية والسؤال الذي نطرحه نحن أصحاب المطاعم لماذا يتوفر الغاز في السوق السوداء في حين لا نجده عند معتمدي الغاز؟
علماً أننا سألنا معتمدي الغاز هذا السؤال فأجابوا بأنهم لا يحصلون على الكمية الكافية من الغاز عندما تكون الكمية التي يحصلون عليها 100% توزع للمطاعم كل حسب حاجته والمشكلة أننا نشتري أسطوانات الغاز بأسعار كاوية من السوق السوداء ونبيع السندويش والوجبات السريعة بالسعر القديم فنقع تحت خسارة+ (والله المحل ما عاد جايب همو) والأنكى من كل ذلك صدور قرار بغرامة مليون ليرة سورية لكل محل يضبط باستعماله الغاز المنزلي مع إغلاق المحل وتشميعه وفروا لنا الغاز الصناعي ولن نعتمد على الغاز المنزلي.
* محل تنور الضيعة في الزقزقانية: (والله انخرب بيت العالم، من ثلاثة شهور ما عم نقدر نأمن جرة غاز من معتمدي الغاز إلا بطلوع الروح) في حين تتوافر أسطوانات الغاز الصناعي في السوق السوداء ولكن المشكلة في السعر الذي يحرق جيوبنا نحن أصحاب المطاعم حيث وصل سعر أسطوانة الغاز الصناعي إلى (35) ألف ليرة، لذلك فالمحل يقع تحت خسارة (والله عم ننذل ذل ما طبيعي حتى نحصل على جرة الغاز وندفع ثمنها 35 ألف لنبيع سندويشة الفلافل بـ 250 ليرة سورية) هذا ليس عدلاً، علماً أن محل تنور الضيعة تعيش منه خمس عائلات ولولا أن إحدى هذه العائلات لا تستطيع شراء الدواء للأم المريضة لأغلقت المحل منذ أشهر طويلة، وقد ألغينا سخان السندويش والتنور وسندويش النقانق والبطاطا من المحل واكتفينا بسندويش الفلافل لعدم توافر الغاز.
* ديك الجن في المشروع السابع: لا نستطيع الحصول على جرة الغاز من المعتمد ودائماً نلجأ إلى السوق السوداء حيث يتمكن تجار الأزمة من تأمين الكمية التي نريدها ولكن بالسعر الذي يريدون فقد وصل سعر الجرة إلى (35) ألف ليرة أسعار الجرة كاوية وحارقة نشتري بأسعار مرتفعة ويجب أن نبيع الوجبة أو السندويشة بالسعر المحدد وكأننا نحصل على الجرة بالسعر النظامي.
لماذا لا تتمكن سادكوب من تأمين الغاز للمعتمد في حين يتمكن تجار الأزمة من تأمينها، يبدو أن تجار الأزمة لديهم العصا السحرية ويجب أن أذكر هنا أن أصحاب المحلات والمطاعم ذهبوا إلى سادكوب وتحدثوا عن مشكلتهم وقد وعد المسؤولون بأن المشكلة ستحل خلال أسبوع وإلى اليوم لم يتحرك ساكن بل الوضع يسير نحو الأسوأ.
يطول حديث أصحاب المطاعم والوجبات السريعة عن نقصان مادة الغاز والجميع أكدوا على توافر تلك المادة في السوق السوداء وبأسعار تصل في أحسن الأحوال إلى (22) ألف ليرة وفي أسوأ الأحوال إلى (35) ألف ليرة سورية لذلك اتصلنا بالسيد سنان بدور مدير سادكوب ونقلنا معاناة أصحاب المطاعم والوجبات السريعة وشكاويهم فقال: هذا الكلام غير دقيق إطلاقاً فمادة الغاز الصناعي غير متوفرة في السوق السوداء وأطلب من أصحاب المطاعم والوجبات السريعة إعطائي اسم واحد من تجار السوق السوداء ممن يبيعون الغاز الصناعي ونقص مادة الغاز بسبب الحصار والعقوبات المفروضة على البلاد، وهذا النقص يؤثر سلباً على توافر الغاز المنزلي أو الصناعي ولكن مع وصول ناقلات الغاز سيكون هناك انفراج في وضع الغاز وهذا سينعكس إيجاباً على توافر هذه المادة سواء بالنسبة للغاز المنزلي والصناعي.

ربـا صقر

تصفح المزيد..
آخر الأخبار