العدد: 9528
الأربعاء : 12شباط 2020
الماء من أهم أسباب الحياة والبقاء , والتلوث المائي يؤرق العالم بأكمله لما له من تبعات مأساوية على المدى القريب والبعيد وانعكاساته السلبية على الصحة البشرية وجميع الأشكال الحياتية الأخرى وتدهور التنوع الحيوي والتوازن البيئي, وخلال سنوات الأزمة الآثمة تعرضت الموارد المائية للكثير من الأضرار والتعديات والاعتداءات على مجاري الأنهار والسدود والسواقي وخطوط جر المياه وسرقة المنشآت.. ما يستدعي تكثيف الجهود لاستدراك المخاطر المحيقة بالثروة المائية والحفاظ على مياهنا صحية سليمة نظيفة .
التلوث المائي أحد أهم الملوثات البيئية ومن الكوارث الصحية التي نواجهها وتحيط بنا من كل حدب وصوب وينذر بالخطر, إذ أن ملوثات المياه كثيرة منها ما هو خارج عن إرادة الإنسان كالحروب والكوارث الطبيعية , ومنها التي يدخل فيها العامل البشري كالمنشآت الصناعية والاقتصادية وعوادم وسائل الحمولة والنقل التي تؤثر على الإنسان والكائنات الحية وتساهم في تشكيل الأمطار الحامضية الضارة , والقمامة ومياه الصرف الصحي والنفايات السائلة والنفايات الطبية والاستخدام العشوائي وغير المنطقي وغير المنضبط للمبيدات الحشرية والزراعية المستخدمة بكثرة في الزراعات المحمية والبيوت البلاستيكية التي تهدد الثروة المائية والإنسان والأحياء, والنيترات والمواد الكيماوية الزراعية ومنتجات المعامل والمصانع والدباغات ومصافي النفط ومعامل الأسمدة إضافة إلى أراضي البادية التي تعاني نسبة ملوحة عالية وانخفاض معدلات الهطولات والتغير المناخي والاحتباس الحراري وتدمير السدود وتلوثيها على أيدي الإرهابيين, وصعوبة صيانة شبكات مياه الشرب والصرف الصحي وخروج الكثير من محطات المعالجة من الخدمة بفعل الأعمال التخريبية , ومكبات القمامة العشوائية وزيادة المخلفات السائلة التي تطرح في المجاري المائية .
جميع الأحواض المائية الجوفية تعاني من التلوث بدرجات متفاوتة ما يحمل الكثير من التداعيات والتأثيرات السلبية على صحة الإنسان والمزروعات والثروة الحيوانية والبيئة الطبيعية ومواردها وتهديد النظم البيئية السليمة التي تعمل على استقرار الحياة بالانقراض.. علينا نشر الوعي المجتمعي للحفاظ على بيئة مائية سليمة وتنفيذ حملات النظافة الطوعية بالتعاون مع المجتمع المحلي بإشراف مجالس المدن والبلدات وحماية موارد المياه والأنهار والبحيرات من التلوث البلاستيكي وتأمين سلامة الموارد المائية والطبيعية بإقامة محطات معالجة الصرف الصحي الذي ينتهي في الغالب في البحر أو السواقي والأنهار أو الأراضي الزراعية والحراجية, ومراقبة المبيدات الزراعية التي تستخدم بطريقة عشوائية وغياب الرقابة عن مصدرها وآثارها وزراعة الأصناف الزراعية المقاومة للجفاف والأقل استهلاكاً للمياه بشكل لا يتعارض مع أساسيات ودعائم الاقتصاد الوطني, والتحول للري الحديث الذي يحتاج إلى كميات مائية وأسمدة أقل .
يجب السعي للوصول إلى بيئة مائية نظيفة والحفاظ عليها وأن تكون من صلب الاهتمامات اليومية لكل مواطن وتكاتف وتكثيف الجهود للحد من التلوث وتوعية الناس لمدى خطورته وتعزيز التعاون بين فعاليات المجتمع المحلي لحماية الثروة المائية وتسخيرجميع الجهود للحفاظ على استدامتها , وأخذ موضوع حماية المياه الجوفية بعين الاعتبار وفي الحسبان عند إنشاء المشاريع الصناعية والاقتصادية .
نعمان إبراهيم حميشة