«العائلة الحزينة» افتتاح موفّق لموسم المسرح القومي في اللاذقية

العدد: 9527

الثلاثاء:11-2-2020

 

 

بفكرة عرض مسرحي جديدة، افتتح المسرح القومي في اللاذقية الموسم بمسرحية (العائلة الحزينة) من تأليف برانسيلاف نوشيتش وإعداد وإخراج مجد يونس أحمد ودراماتورج إسماعيل خلف.

وبعيداً عن الأفكار التي طرحتها أعمال سابقة، جاءت فكرة هذا العرض المهضومة من خلال نص قوي محكم، وعلى عكس ما يوحي به العنوان، فالحزن ظهر بشكل كوميدي أكدته قهقهات الجمهور الحاضر من خلال فرجتهم لمشهد العزاء النفاقي الذي يجمع أقارب شخصٍ ثريٍّ قد توفى للتو، الذين يتظاهرون بالحزن والنوح والبكاء، بينما تخبأ نواياهم نقيضاً من الفرح في الانتظار للحصول على الميراث، الدافع الحقيقي لحضورهم العزاء ولمتهم مع بعضهم هي فرجة مضحكة، خفيفة الظل لمشاهد نراها وقصص نسمعها عند موت أي إنسان لديه تركة ولها ورثة من بعده.

برع ممثلو (العائلة الحزينة) بأدوارهم بحضور نخبة من الأسماء المخضرمة في المسرح مثل هاشم غزال ورغداء جديد وسوسن عطاف وسليمان شريبة، إضافة لوجوه شابة مثل غربا مريشة، والذين أضافوا بأدائهم جمالية على النص الذي خلا من الابتزال والإسفاف والتهريج، ليكون لتصرفاتهم وحركاتهم وتعبيراتهم رشة الضحك والمرح على العمل ليعطيه صفة الكوميديا الخفيفة واللذيذة، أيضاً خدم الديكور البسيط جداً فكرة العمل ليكون عبارة عن كراسي مصطفة كما هو الواقع في أماكن العزاء والذي كما ذكرنا على بساطته أدى دوره ليناغم مع النص يقتتل أقرباء المرحوم على مدار /45/ دقيقة وكأنهم في غابة ليعفشون وينهبون أكبر قدر ممكن لما يمكنهم حمله، لحين فتح الوصية، من مقتنيات منزل المتوفى بطرق مهضومة لا تخلو من الضحك.
وبما أن الوصية لن تفتح إلا بعد مرور /40/ يوماً، يصرّ أقاربه الحالمين بالإرث على تقريب موعد فتحها من خلال تفاوضهم مع محامي المرحوم الذي هو الآخر وضع نصب عينيه على الميراث، من خلال التخطيط والاتفاق المسبق مع الفتاة الجميلة التي كانت بمثابة خادمة، اعتمد عليها المرحوم في حياته لتدبير شؤونه وشؤون منزله، وتنتهي المسرحية، عندما تفتح الوصية ليتفاجأ جميع الأقارب بأنه لم يتم ذكر ولا واحد منهم وليذهب الميراث بكامله للخادمة الجميلة كما خطط المحامي.

كانت لنا وقفة مع المخرج مجد يونس أحمد الذي سألناه عن اختياره للنص والرسالة التي يريد إيصالها من خلاله فقال: جذبني نص /العائلة الحزينة/ لأنه نص اجتماعي بقالب كوميدي خفيف يحمل مقولة: إننا في زمن يتغلب فيه الطمع والجشع على الأخلاق، وكيف يتحول الإنسان إلى كائن همّه الوحيد المال.
وبالتالي فإن المنظومة الأخلاقية لمجموعة من البشر، الذين تمثلهم شخصيات المسرحية، تتحول إلى ما يشبه سلوك الذئاب من أجل الحصول على المال على حساب الأخلاق.
والنص بالأصل هو للمؤلف الصربي برانسيلاف نوشيتش، وقمنا بالعمل على دراماتورج له من خلال إسماعيل خلف ليتلاءم مع بيئة مجتمعنا.
وليكون كما ظهر أقرب إلى عرض مسرحي (لايت) كوميديا خفيفة بعيداً عن الأفكار المكرورة.

وكأي عرض مسرحي يجب أن يحمل مقولة حملت /العائلة الحزينة/ مقولة إننا في هذا الزمن الصعب من تفشي الفوضى والخراب يجب الحفاظ على منظومة الأخلاق البشرية الطبيعية بعيداً عن الطرق الجشعة والبشعة للحصول على المال.
بقي للقول إن العمل من تمثيل هاشم غزال، رغداء جديد، سوسن عطاف، سلمان شريبة، نضال عديرة، غربا مريشة، مصطفى جانودي، خالد حمادة، راما قرحالي، وكمال قرحالي، دراماتورج إسماعيل خلف، ومساعد مخرج أكرم شاهين.
أما الفنيون فهم:
تصميم الديكور فواز حسون، تصميم وتنفيذ الإضاءة غزوان إبراهيم، ماكياج نور شيخ خميس، ملابس وإكسسوار إشراق صقر، هندسة الصوت وفاء غزال، إدارة منصة سماهر عدرة، تنفيذ الديكور مالك يوسف، والعرض مستمر لغاية 21/2 الجاري الساعة السادسة مساءً.

مهى الشريقي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار