العدد: 9527
الثلاثاء:11-2-2020
الطيور تخشى الصياد وهي طائرة وإن حطت تكون في مرمى ناره ..
هذه حالنا، نقف بين السهم والهدف, فإذا عدنا إلى الماضي القريب وما نحن عليه الآن نشعر بالأسى كوننا على سندان الفقر وتحت المطرقة.
وإذا تبصرنا جيداً وحاكينا الواقع نرى إن الهجمة على بلدنا أكثر من أن تحتمل, لكن ما يزيد الطين بلّة هو إن كل منا يحاول أن يتجاوز همومه على حساب غيره , مهما كانت عليه حال هذا الآخر من سوء.
فالتجار من المنتج إلى بائع البسطة ينهبون جيوب الفقراء دون رادع إنساني, وسائق السيارة يعامل الراكب وكأنه أودع إليه رصيده، فمتى يشعر أحدنا بالآخر لنكون شعباً جديراً بالحياة, ونسعى للصالح ونرضى بما رزقنا الله, ونبتعد عن أسلوب الاستغلال وتحكّم الغني بالفقير؟
عندما يراجع شخص ما جهة عامة (خدمية) يعامل وكأنه صيد ثمين فلا يمكنه إنجاز ما هو بصدده إلا بعد مراجعات عديدة وعليه في كل مرة دفع قيمة الفاتورة اللازمة لتسيير أموره, أين الضمير والإنسانية التي تجعل كل منا يشعر بالآخر.؟
أين نحن من قول الرسول الكريم: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، أما آن للجهات المعنية تغيير نهجها في التعليم لينشأ جيل نقي الضمير وخالي النفس من الشوائب والرواسب التي جعلت حياتنا الاجتماعية موبوءة بالفساد, هناك دول تعلم أطفالها الأخلاق واحترام الغير قبل القراءة والكتابة… لك الله أيها الفقير عليك أن تمضغ الصبر حتى يحلى فهناك من يتحكم بلقمة عيشك.
مما يقتضينا إدراكنا إدراكاً متزايداً وفهمنا فهماً عميقاً كيما نبلغ إليه من قوة ورفعة, وأن تكون رؤيتنا كلية شاملة لما ابتلى به الشعب السوري من شوائب عكرت صفو حياته, ولنزداد حباً لتراب الوطن طامحين إلى بنائه بالمحبة, وليكن حبنا لبعضنا هو الكأس وسورية هي الراح.
نديم طالب ديب