على قارعة مرحلة رياضية جديدة قادمة تغيير «طرابيش» أم تغيير ما تحت الطرابيش إن عجزنا عن «التفاؤل» فتلك مصيبة، وإن تفاءلنا مع غياب مقومات التفاؤل فالمصيبة أعظم..

العـــــدد 9524

الخميس 6 شــــــباط 2020

 

التغيير كعمل إنساني مطلوب، ولابد أن يحمل معه ما هو جديد، أما الخلاف فهو الحكم على هذا الجديد، وإن جنح معظمنا إلى البكاء على من ذهب، على مبدأ (ما بنعرف خيرو حتى نعاشر غيرو).
أنهت فروع الاتحاد الرياضي العام باختيار ممثليها للمجلس المركزي للاتحاد الرياضي العام والذي سيعقد بعد أيام لينتخب مكتباً تنفيذياً جديداً للاتحاد الرياضي، وبالتالي رئيساً جديداً للمنظمة الرياضية الذي لاقت ما لاقته من انتقادات لاذعة واتهامات مباشرة بـ (تفشيل) رياضتنا، وسوء إدارة استثماراتها ومزاجية التعامل مع أشخاصها إلى غير ذلك من التفاصيل الموجعة والتي كانت سبباً من وجهة نظر كثيرين في فشل معظم ألعابنا اللهم إلا ميداليات لا قيمة لها في بطولات عربية وغرب آسيوية لا تثمن ولا تدهن..
هناك شبه إجماع على أن حقبة قيادة اللواء موفق جمعة للرياضة السورية انتهت بعد دورتين انتخابيتين وعلى مدى عقد كامل من الزمن يقول الرجل إنها العهد الذهبي للرياضة السورية مقارنة بالظروف التي مرت عليها، ويراها المتابعون على أنها الأسوأ رغم اعترافهم بقسوة الظروف، ولسنا هنا بصدد تقييم مرحلة، والشكر للواء جمعة على ما أعتقد أنه أنجزه (وصّنفه كإنجاز) بينما تنكرّنا كجمهور له، وشكراً لكل من عمل في الفترة الماضية، فلا أحد يسعى إلى الفشل ومقاييس النجاح أو الفشل ليست وقفاً على نتائج الألعاب، بل إن (قراراً ما) قد يكون أهم بكثير من كل ما تحققه رياضة بلد خلال حقبة معينة..
سنخرج من هذا (القمقم) ونحاول أن نقفز زمانياً إلى ما بعد انتخابات المكتب التنفيذي الجديد ونضع على طاولة القيادة الرياضية الجديدة بعض الرؤى التطويرية المستقاة من نبض وتفكير الجمهور الرياضي.

خطوة أولى
قرارات وبنود سبعينيات وثمانينات القرن الماضي لم تعد صالحة في العقد الثالث من الألفية الثالثة.. المصطلحات، التعريفات، المهام، التسميات.. كلها بحاجة إلى تغيير.. كنا نشارك من أجل المشاركة.. كان عدنان بوظو رحمه الله يقول: عزاؤنا أن فريقاً عربياً سيتأهل.. المراجعات يجب أن تطال أدق التفاصيل حتى لا تبقى استخفافاً بالعقول وضحكاً على اللحى.. قد تكون المهمة الأصعب وليس سهلاً على أي منظمة أن تسلخ جلدها بيدها أو تعلن انتهاء وصلاحية أفكارها، ولكنه التطور الحتمي الذي يفرض عليك مجاراته أو الخروج من حساباته… لم يعد مقبولاً أن تكون كلفة صيانة مدينة رياضية أضعاف دخلها.. ولم يعد مقبولاً أن تهدر أموال الرياضة على إحياء رميم ألعاب ليس لديها ما يبرر الصرف عليها.
شئنا أم أبينا علينا أن نفكر بـ (رياضة الإنجاز) فإن لم نكن أهلاً لذلك فيمكننا استثمار المساحات الرياضية بأفعال منتجة وإن كانت غير رياضية..
إذاً، جرأة اتخاذ قرار بإعادة صياغة النظام الداخلي للاتحاد الرياضي العام هي الخطوة الأهم.. طالما أننا نفكر لمصلحة رياضة بلدنا فلا نعتقد أن هناك خطوطاً حمراء أمامنا.
ابدؤوا من تعريف (منظمة الاتحاد الرياضي) وصولاً إلى آخر قرار اتخذه المكتب التنفيذي الحالي، فكرّوا بصوت عالٍ، واطرحوا ما تتوصلون إليه للنقاش العام، وأياً كانت النتائج فحتماً ستكون أفضل مما هي عليه الآن..
منذ عام 1971 تاريخ تأسيس الاتحاد الرياضي العام وحتى الآن كان قلم التغيير أو التعديل يمر خجولاً فوق فقرات وبنود أكل الدهر عليها وشرب، وكأن أهل الرياضة وجدوا في تخلّف اللوائح والقوانين الرياضية مناخاً مناسباً للغرق في النوم والكسل، أسوأ ما في تاريخنا الرياضي هو غياب المبادرات والتمسك بمقولات يراد بها الباطل، وحديثهم عن احترام القوانين هو اعتراف بتخلفهم وقصور تفكيرهم، ولو أن لديهم ما هو إيجابي لقدّموه بدل ادعائهم التمسك باللوائح المعمول بها، وهم يدركون أن هذه اللوائح سبب رئيسي بتخلف رياضتنا.
خطوة ثانية
التخلي عن بعض الصلاحيات (الامتيازات) لصالح الرياضة الحقيقية خطوة أخرى مهمة على طريق الإصلاح الرياضي المنشود… على سبيل المثال، اتحاد كرة القدم يجري أنشطته الرسمية والودية على ملاعب لا يحق له أن يغير كرسياً فيها!
هل من المحرمات نقل ملكية ملاعب كرة القدم مع الكتلة المالية المخصصة لصيانتها لاتحاد كرة القدم ويقف بذلك أمام مهام حقيقية يكون مسؤولاً عن نتائجها؟
عندما يكون له ذلك سيكون بإمكانه اختيار الوقت المناسب للصيانة بحيث لا يعطل روزنامته، ولنا أن نشير فقط إلى أن مباريات الدوري في حمص تقام على ملعبي خالد بن الوليد والباسل، والملعبان قيد الصيانة والمنظر فيهما محزن جداً… لو كان قرار الصيانة بيد اتحاد الكرة هل كان سيفعل ذلك أثناء الموسم الكروي.
إنه مجرّد مثال ولكم أن تقيسوا عليه… لن نقفز فوق الواقع ونطالب بمنشأة متكاملة لكل نادٍ، ننطلق من الواقع ونبني عليه، وكل ما نطالب به لا يحتاج إلى اعتمادات مالية، ما زلنا نتحدث عن أعمال أدواتها فكر غيور وقلم وورق ورغبة أكيدة بالتغيير والتطوير.
خطوة ثالثة
امتلاك الرؤية الاستراتيجية أساس النجاح، والصبر على تحقيق المراد هو الأداة…
لا تنجرفوا خلف عناوين برّاقة، ولا تبحثوا عن أي شيء تعتقدون أنّه يزيّن تقاريركم السنوية، وابحثوا في تجارب الآخرين عن سر النجاح..
كيف حققت عقول طلابنا السوريين النجاح على مستوى العالم؟
أنشؤوا مدارس المتفوقين والمتميزين وزوّدوها بكل مقوّمات النجاح فنجحوا… لنسقط التجربة على الرياضة، ولتكن لدينا مراكز تميّز للرياضيين شرط ألا يتواجد فيها إلا المتميزون، ولندعمها بكفاءات بشرية ووسائل تدريبية ونؤّمن لها مشاركات نوعية ولنقل إن أولمبياد 2024 أو 2028 هدفنا وعنوان رحلتنا وأن يستمر العمل في هذه المراكز بحثاً عن رابع ميدالياتنا الأولمبية.
صحيح أن رياضة الأندية هي الأساس ويجب دعمها والتعديل عليها لكن الصحيح أنّ إدارات هذه الأندية لا تعمل بشكل صحيح، أو لا تتوفر لها الإمكانيات للعمل بشكل صحيح، لذلك لن يكون إنتاجها ملبياّ لما نفكر به، والدليل أنّ مشاركة عربية لنادي الساحل الطرطوسي بكرة السلة دفعته للاستعانة بثلاث أجنبيات، وإنّه ومنذ سنتين ونحن نجنّس لاعباً أجنبياً مع المنتخب الوطني؟!.
خطوة رابعة
من سيأتي إلى رئاسة الاتحاد الرياضي العام لن يحمل معه عصا سحرية بل قد يكون مطالباً بتفكيك الكثير من (الألغام) المزروعة عمداً أو عن جهل، وقد يستنزف وقتاً طويلاً حتى يصل إلى نقطة الصفر، وبالتالي قد يعدل عن مثل هذه الأفعال لأن معايير التقييم عندنا ظالمة جداً، ولكن عندما يعلن وبكل شفافية وموضوعية أنّ هذا هو برنامج عمله فسيجد الكثيرين من الغيورين على الرياضة السورية إلى جانبه وهذا الأمر سيعطيه المزيد من الإصرار على المتابعة، وحتى لا يعتقد أحد أننا نعيش في مدينة أفلاطون فإن كل ما تقدم يجب أن يكون مدعوماً من جهات أعلى ومؤمناً عليه جماهيرياً ورسمياً.
خطوة خامسة
لا تضعوا كل البيض في سلة واحدة… لن يقبل أحد أن تكون كل المرحلة لإنجازات (ورقية) .. لا بد من فوز وميدالية… لا بد من مشاركات جدلية يفرّغ فيها وحولها جمهورنا انفعالاته ومشاعره..
بإمكاننا أن نجزأ العمل على خطين متوازيين، المضي بما نحن عليه إلى حين اكتمال ما نحلم به دون أن يؤثر أي منهما على الآخر…
مؤتمر الاتحاد الرياضي العام من 16 – 18 شباط الحالي لن يكون بمقدوره أن يجيب على كل هذه التساؤلات، وكل ما سيكون بإمكانه فعله هو التخطيط أولاً والاحتفال لاحقاً بمن سينتقل الطربوش إلى رأسه.
لن ندخل في التكهنات لكن معلوماتنا تقول إن رئاسة الاتحاد الرياضي العام بعد 18 شباط محصورة بين السيدين عاطف الزيبق وفراس معلا لكن خيار اللحظة القاتلة يبقى مفتوحاً على كل الاحتمالات.

هؤلاء قادوا رياضتنا
قبل تأسيس منظمة الاتحاد الرياضي العام 1971 كانت مديرية رعاية الشباب هي التي تقود الرياضة السورية وقد تعاقب على رئاستها كل من علي الدندشي وطيب صفوة.
وسيكون الرئيس الجديد للاتحاد الرياضي هو (الثامن) الذي يصل إلى هذا المنصب بعد كل من:
1- الدكتور محمد رضا أصفهاني من 21/6/1971 وحتى 14/3/1978وأعيد انتخابه من 14/3/1978 وحتى 21/2/1982.
2- السيد سميح مدلل من 21/2/1982 وحتى 28/2/2000 ولأربع دورات انتخابية متتالية وهي أطول مدة يبقى فيها رئيس الاتحاد الرياضي في موقعه.
3- الدكتور نوري بركات من 28/2/2000 وحتى 17/8/2003 ولم يكمل دورته الانتخابية حيث تمت الدعوة لمؤتمر استثنائي وتمّ انتخاب التالي.
4- الدكتور كمال طه من 17/8/2003 وحتى 24/3/2005.
5- الدكتور فيصل البصري من 24/3/2005 وحتى 19/7/2009 وأيضاً لم يكمل دورته الانتخابية.
6- من 19/7/2009 وحتى 20/2/2010 كُلف العميد فاروق بوظو برئاسة اللجنة المؤقتة لتسيير الاتحاد الرياضي العام.
7- اللواء موفق جمعة من 20/2/2010 وحتى الآن.
8- من 18/2/2020 ؟؟؟

تصفح المزيد..
آخر الأخبار