العـــــدد 9524
الخميس 6 شــــــباط 2020
اجتمع اتحاد كرة القدم يوم الإثنين الفائت مع حكامه العاملين، والحديث أنّ اتحاد الكرة نبّه الحكام إلى خطورة دورهم وأهميته، وضرورة أن يطوّر الحكام أنفسهم لينجزوا الدور المطلوب منهم، ويساهموا في إيصال بطولاتنا المحلية إلى شواطئ أمانها..
عندما نتحدث عن التحكيم السوري فإن أول ما يتمّ الردّ به علينا هو أن الظروف التي يعملون بها غير مناسبة، وأنه لا توجد لديهم أي وسائل مساعدة (أجهزة اتصال أو فار) وأن تعويضاتهم قليلة جداً… إلخ.
نعترف بأنّ حكامنا يعملون بظروف صعبة، وأن معاناة الحياة اليومية تضغط عليهم مثلنا تماماً، وأن الوضع يزداد قسوة إذا ما خضع للمقارنة مع الآخرين، ولكن كلّ ما تقدّم لا يبرر لهم أخطاءهم، هذه الظروف ليست وليدة اللحظة التي يتخذون بها القرار التحكيمي الخاطئ، ولا نعتقد على سبيل المثال أن الحكم لم يحتسب ضربة جزاء واضحة لهذا الفريق أو ذاك لأن زوجته لم تطبخ له ما يشتهي أو لأنه لم يستطع شراء حذاء جديد لابنه..
هناك أسس عمل (أساسية) في عمل الحكام، وهناك وسائل مساعدة، وفي أساسيات عمله هناك الحماية الاتحادية له، وهناك وعي اللاعبين والمدربين والإداريين، والجانب الأهمّ هو ثقافته التحكيمية، وخبرته في الملاعب، وقوة شخصيته، وثباته على قراره، وجاهزيته البدنية والذهنية وغير ذلك، أما الوسائل المساعدة فهي لتعزيز هذه الصفات لا لإيجادها، وهي حسب تسميتها ليست من أساسيات عمل الحكام، ولكن وجودها يزيد من نجاح التحكيم، ولا يتوقف النجاح على توفرها، لذلك فإن الهروب من الأخطاء التحكيمية، وشرعنتها بحجة غياب الوسائل المساعدة هو إقرار بالفشل، وبعدم الأهلية…
أشهر حكام العالم (وحكام سورية أيضاً) نجحوا وبصموا بظروف أكثر قسوة من الظروف الحالية (والحاصود يحصد بقرن عنزة كما يقولون).
ما تقدّم لا يلغي المطالبة بتوفير الحد الأدنى من مستلزمات ومساعدات التحكيم (أجهزة تواصل بين الحكم الرئيسي ومساعديه على الأقل) أما تقنية (الفار) فلا نعتقد أنها ستدخل ملاعبنا في المدى المنظور لأن تجهيز الملاعب لا يسمح بذلك، وقد تخلو بعض ملاعبنا من أي مأخذ كهربائي.
الجانب المهم الذي نتمنى أن يكون قد تمّ بحثه في الاجتماع المذكور هو ماذا بعد الخطأ التحكيمي؟
بطاقة صفراء غير مستحقة للاعب قد تحرم فريقه من بطولة الدوري أو قد تقوده إلى درجة أدنى، والنقطة الواحدة قد تكلف النادي عشرات الملايين، بينما قرار متسرّع قد يضيّع على أي فريق جهد موسم بأكمله..
لا يكفي أن نبرر لحكام، ونتعاطف مع الفريق المظلوم، يفترض أننا في عمل احترافي ولكل شيء ثمنه..