العـــــدد 9524
الخميس 6 شــــــباط 2020
حديقة الباسل، أكبر حديقة في مدينة ساحلية سورية، كانت منجزاً حضارياً وهدية حرزانة تزيّن بها عقد مدينة طرطوس، بها يتنفس العجوز ويفترش مروجها العشاق ويركض بدروبها الطويلة المتعرجة الرياضيون، هي رئة مدينة طرطوس وتبترد بها أيام الصيف الرطبة الحارة، يبدو أن كل هذا لم يرق لبعضهم، فسمح لنفسه أن يبني على ربعها بالبلوك والإسمنت المسلح غير عابئ بأهميتها في جغرافيا مدينة طرطوس.
مبنى ضخم كمسخ أسود يلتهم الورود والأشجار ومقاعد العشاق وطالبي الراحة والتأمل والانسجام، ليأتي على ما تبقى من آمال مدينة طرطوس بحديقة ببيئية نظيفة فإن أهلوها يستأهلون، فقد ودعوا الأمية مبكراً ومنذ عقود ومدينتهم قدمت أغلى ما تملك من شبابها.
رجاء يا مجلس مدينة طرطوس وبلديتها حافظوا على فسحات طرطوس الخضراء وتجنبوا كتل الباطون على حسابها، فهي تفتك بالبشر قبل الشجر!
أحمد كريم منصور