حبيبتي الشــــام

العــــــدد: 9522

الثـــلاثـاء 4- 2- 2020

 

خاطبته حبيبي، أنت من يستطيع أن يحدثني بلغة ليست في قالب واحد من الغزل.
أجابني: حبيبتي وقفت بالأمس على رابية صغيرة، وكانت صورتك الجميلة تتحد مع الأزهار التي تغطي هذه الرابية، فاستحضرت أريجها مداداً لأبحر في خضم الأبجدية وهي تتجذر بكل حبة تراب تنطق بالعربية، وتقر بولائها لتاريخ هذه الأمة التي ملأت القرون أحداثاً وراحت تكبر يوماً بعد يوم ، هازئة بكل من حاول النيل منها.
حبيبتي: عندما أنظر إلى عينيك أرى النيل والفراتين وهم يعانقون هذا التراب المقدس.
وعندما أنظر إلى وجهك يطالعني سفر من نضالات النساء العربيات اللواتي لم يستطع أحد أن يمنع إشراقة الشمس على وجوههن بستائر من الإذعان أو الخوف أو الخجل، وعندما أنظر إلى ثغرك تتسابق الورود على أديم العروبة لتأتي باقة واحدة تزين منضدة العزة والكرامة وهي تشدو معك (بلاد العرب أوطاني).
وعندما أنظر إلى قاماتك، يتمايل الحور والنخيل والسرو والسنديان مستجيباً كل منها إلى نداء النسيم العليل الخالي من الضغائن والتشرذم وبين حاجبك الهلالي، وصدرك المحلى بقلادة الصليب، أقرأ حواراً يعربياً تهذبه أجراس الكنائس وتراتيل المآذن. حبيبتي أقول لك: أنك الشام التي قال قائلها للمستحيل: اركع هنا.
ترابنا مجبول بدمائنا، فأرواحنا ليست إلا ما يبوح به هذا التراب.
أنت الشام التي كانت وما زالت وستبقى قطب الرحى الذي لا ولم ولن يسمح أن يكون الدوران إلا كما يشاء فإن عرى العروبة التي وطدتها دمشق عصية على التمزق وفوق كل أداة رخيصة.
فستبقى هذه العرى السياج المنيع في وجه كل غاصب أو طامع أو….عميل.

نبال أحمد ديبة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار