قاب قوســــين أو أدنــــى…

العدد: 9520

الاحد: 2-2-2020

 

كلّ المعطيات تقول إن المدرب التونسي نبيل معلول هو من سيقود منتخبنا الوطني في الفترة القادمة، وأن حكاية المدرب الوطني انتهت وربما إلى غير رجعة على الأقل في عهد الاتحاد الكروي الحالي، وتقول معلوماتنا إن الاتفاق على الخطوط العريضة تمّ بيسر وسهولة وأن مسألة التوقيع هي مسألة وقت، وربما يكون التوقيع قد تمّ أمس بعد كتابة هذا المقال..
وتشير معلوماتنا أيضاً إلى أنّ الكابتن ضرار رداوي سيكون مساعداً وطنياً للمدرب معلول، والكابتن وليد أبو السل هو مدير المنتخب بعد أن تمّ استبعاد خيار محمد عفش لهذا الموقع لأسباب اقتنع بها اتحاد الكرة ولن نذكرها هنا لأنه لم يصدر قرار بهذا الشأن حتى الآن..
وتقول معلوماتنا أيضاً أن قيمة راتب نبيل معلول قد ترتفع من (16) ألف دولار كما يريد اتحادنا إلى (20) ألف دولار كما يريد المعلول والذي طلب لفريقه المساعد (10) آلاف دولار..
تبقى هذه المعلومات في إطار (التسريبات) والتي قد تتغيّر بين لحظة وأخرى، وليس هذا هو المهم، بل أنّ الأهم هو أن يكون لدى المعلول ما ينقص كرتنا من انضباط ومن إضافات فنية مطلوبة، وأيضاً تخفيف الضغط الإعلامي عن المنتخب والذي سيتحقق تلقائياً كون المدرب غير محلي..

لماذا سقط الخيار المحلي؟
لم تكن عوامل سقوط الخيار المحلي فنية، بل إنّ (انتماءات مريضة) هي التي أضعفت هذا الخيار، وصار صاحب القرار الكروي يحسب ألف حساب قبل أن يتمسّك بهذا الخيار، لأن أي مدرب محلي سيجد من يؤيده ومن يقف بوجهه، وستشتعل منصات الفيسبوك ويجد اتحاد الكرة نفسه في موقف صعب، لذلك (هرب) إلى اي خيار بديل، ونعتقد أنه (الأسلم)، ويؤمن جواً مريحاً للعمل في المنتخب الوطني ويتفرّغ اتحاد الكرة إلى ملفات أخرى لا تقلّ أهمية عن ملفّ المنتخبات الوطنية، وتصريحات لجنة المنتخبات الوطنية واتحاد كرة القدم خلال الأيام القليلة الماضية كانت كلها تصبّ في تتمة هذه الخطوة، وهناك حديث عن استقدام مدربين أجنبيين أحدهما يشرف على منتخبي الأشبال والناشئين والثاني على منتخبي الشباب والأولمبي، ويعمل تحت يديهما عدد من المدربين المحليين بحثاً عن نهج كروي متجانس يعطي هوية واضحة المعالم لمنتخباتنا في القادمات..
هذا أولاً، وثانياً لأن المدربين المحليين يفتقدون أبسط أدوات التعامل الاحترافي سواء مع اللاعبين أو مع اتحاد الكرة أو مع الجمهور والإعلام، ويعتقدون أنهم (الأفضل)، وأنّ لا أحد يقترب من إمكانياتهم وأفكارهم، أو بمعنى آخر إن ثمة نجاحات تحققت خلال الفترة الماضية جعلت منهم (طواويس) بكلّ معنى الكلمة، ولهذا لم يجدوا من يدافع عنهم، أو يضغط للتمسّك بهم.
وثالثاً لأن كرتنا بحاجة ماسة فعلاً إلى (نفضة)، تخرجها من برودة الانتظار والترقّب، وتزرع في نفوس لاعبيها روح التحدّي وثقافة الفوز والتفوّق، ولم يستطع أيّ من مدربينا أن يفعل هذا الشيء، لدرجة أنهم (أي المدربين) قلّدوا بعضهم في ترويج ثقافة (عدم الخسارة) كسقف أعلى لطموحاتنا، أما الفوز فهو بحاجة لروح مختلفة، ولإعداد مغاير، وهو بحاجة لشخصية قيادية فنية وإدارية قوية ومتميزة نتمنى أن نجدها في شخص نبيل معلول.
ولهذا طالبنا بـ (الأجنبي)
ونقصد بـ (الأجنبي) المدرب غير السوري، وإن كنّا نتمنى أن يكون المدرب غير عربي، وأن يكون مدرباً عالمياً له سمعته وتاريخه وقوة شخصيته..
لن نتسرّع في الحكم على نبيل معلول، فقد يكون هو الحلّ المناسب حالياً، وقد نبكي على أيام فجر إبراهيم وغيره، لكن لسنا بوضع مريح، وليس لدينا الكثير من الوقت لنهدر المزيد، فأقلّ من شهرين ونذهب إلى الجولة السادسة من التصفيات المزدوجة، ويجب أن نظهر فيها بصورة مختلفة، وشهران بالكاد يكفيان للدخول بـ (الجو)!
المدرب الأجنبي يريحنا على الأقلّ من التوتر وإشغال أنفسنا بالتفاصيل لأنه لن يقبل لأحد أن يشاركه بهذه التفاصيل، وهو قادر أيضاً على فرض الانضباط الذي لم يكن بالصورة المثلى مع المدربين الوطنيين وغالباً ما كان يتسرب لنا عن خلافات مستمرة بين المدربين المحليين وبعض لاعبي المنتخبات الوطنية ونتوقع أن نتجاوز هذا الأمر بمجرد التوقيع مع مدرب غير سوري، وأيضاً سيساعدنا على تقديم أنفسنا بصورة المنتخب الحاضر بكل مقومات الحضور بدل (نقّ) مدربينا وشكواهم المستمرة من ضعف الإمكانيات!

واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان
حاول اتحاد الكرة أن ينهي الملفّ الأول له بعد استلامه دفّة القيادة دون (شوشرة) وبأسرع وقت، وعلمان بطريقتنا أن الاتصالات كانت مع الجميع (نزار محروس، محمد عفش، عمار عوض…)، ومن لم يكن له مكان في المنتخب كانت له المشورة وغير ذلك، إضافة إلى أعضاء لجنة المنتخبات الوطنية، أي أنّ عشرة فنيين على الأقلّ شاركوا في تحديد خيار المدرب نبيل معلول، وهذا أمر جيد…
كانت المعلومات المتسربة قليلة جداً ومعظمها في العموميات وهذا من حقّ اتحاد الكرة، رغم أنّ البعض حاول أن يقول أي شيء من باب (السبق) وفق قناعته واعتقاده، لكننا حاولنا أن نلتزم الصمت حتى اتضح أكثر من نصف المشهد.
على محكّ الوطنية
لن يستطيع نبيل معلول إن اكتملت إجراءات التعاقد معه أن يفعل أي شيء ما لم يجد المساعدة الحقيقية من قبل كوادرنا المحلية..
تعيين الكابتن ضرار رداوي (كما علمنا) مساعداً وطنياً له أمر ضروري لأنه يعلم قدرات كل لاعب وحاجة المنتخب، ومع هذا نحلم بأمر لن يتحقق وهو أن يعلن كلّ من فجر إبراهيم وأيمن حكيم استعدادهما للعمل لمدة مؤقتة تحت قيادة نبيل معلول حتى يعرف اللاعبين عن قرب، فيثبتان بذلك أنّهما مخلصان جداً ووفيان أيضاً لكرة المنتخبات الوطنية والتي كانت بعهدتهما.
مبررات هذه الدعوة أنّ خلطة قادمة ستحصل لا محالة، وسيتواجد فيها لاعبو المنتخب الأول والمنتخب الأولمبي، وكان القسم الأكبر من هذه الخلطة موجوداً قبل الآن، لكن وحسب توقعاتنا فإن عدد لاعبي المنتخب الأولمبي الذين سيتواجدون مع المنتخب الأول سيزيدون مع أول دعوة للمنتخب وخاصة في الخطوط الخلفية، وهذا يستدعي وجود من يعرف إمكانياتهم، ويعرف كيف تمكن الاستفادة منهم، لكننا لا نتوقع أن يحصل ذلك.
جهود مشكورة
من الظلم أن نقسو على اتحاد الكرة أو نضغط عليه أكثر من هذا، فبالكاد أنهى شهراً من عمره، ومن الطبيعي أن يأخذ وقته بدراسة قراراته لأن هذه القرارات (الأولى خاصة) ستعطي انطباعاً عن اتحاد الكرة لا يتغيّر بسهولة!
لجنة المنتخبات الوطنية هي الأخرى بذلت جهوداً كبيرة، ونأمل أن تعطي ثمارها في القريب العاجل، وأن يكون حسم ملفّ المنتخب الوطني الأول مدخلاً إلى الملفات الأخرى.
نأمل التوفيق
منتخباتنا الوطنية هي عنوان عملنا الكروي، وأي خطوة صحيحة على طريق تطوير وإدارتها بالشكل الصحيح ستجد الجميع حولها، وإن شاء الله لا يتأخّر تحقيق ذلك.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار