العـــــدد 9518
الأربعـــــاء 29 كانون الثاني 2020
بدلاً من أن يكون آخر الشهر فرجاً للمواطنين ويوماً منتظراً لكلّ موظف أو متقاعد أصبح نقمة بوجود الصرافات الآلية، فحيث نواكب التطوير لا نعرف أن لهذا التطوير أساسيات وتوابع يجب مراعاتها.. فقد بدأ المواطن بالحنين لأيام المحاسب ولم يعد يهمه التطوير والتكنولوجيا لأنه في النهاية الكل يريد راتبه (يريد العنب ولا يريد أن يقاتل الناطور) ولا يريد البحث عن هذا الراتب طوال أيام الشهر… فيوم تكون الصرّافات خارج الخدمة وأخرى يصطف المواطنون طوابير على هذه الصرافات، فمتى سيحصل المواطن على راتبه.. ففي جولة على الصرافات رأينا عدداً من المواطنين المنتظرين وفي عيونهم نظرات التعب والشوق للراتب والعتب والحنين لأيام المحاسب.. التقينا عدداً منهم حيث صرحوا أن الصرّافات خارج الخدمة أغلب أيام الشهر، ألا يوجد مولدات لهذه الصرافات تريح المواطن من أعباء التنقل و تكاليفه والبحث المتواصل عن صراف يعمل عدا عن ذلك فإن وُجد هذا الصراف نجد عليه مئات المواطنين فعندما يأتي دورك يكون قد انتهى مخزون الصراف من المال.
أما التسليف فيتوقف الساعة 12 ظهراً في هذا الازدحام لا ينتهي الوقت ولا يأتي دورنا والمشكلة الكبرى في التسليف أنه لا يمكن للمواطن أن يحصل على المبلغ كاملاً وإنما على مراحل عشرة آلاف ثم عشرة آلاف ثم خمسة آلاف حيث يحتاج المواطن لثلاثة أيام حتى يحصل على راتبه كاملاً وهذا تعجيز وذل لمن يريد أن يحصل على راتبه سواء بسبب العوامل الجوية والانتظار والبحث عن صراف يعمل من ناحية أخرى فما يدعوا للأسى هو وضع المتقاعدين حيث نجد على الصرّافات شيوخاً ومواطنين متقدمين بالعمر، إما في وضع الانتظار لساعات أو يبحثون عن صرّاف يعمل…
بتول حبيب