العدد: 9515
الاحد: 26-1-2020
كعصفور الدوري، شب على شبابيك البيوت المعتقة، كنبيذ الأيام الجميلة، المحفورة في ذاكرة جدران الأحلام الصبيانية وقد ارتدت معطف الشقاوة، وصهلت كفرس النقاوة الأصيلة في الترمح على درج العمر العتيد في دوارة الحياة المفعمة بكل الأمنيات المؤجلة حتى ازهرار أكمام العبير.
كيمامة الصباحات المباحة على أطراف عمر الشمس الطالعة من فجر مؤتلق يضج باشتهاء النور ومشكاة الضوء قبساً من كرم الوفادة، وبدء بزوغ عمر جديد.
كوليد ينطق بصرخة القدوم بعد ركون تسعة أشهر ما بين حلم الأم، وواقع الولادة
أطير إليك رافلاً بالحلا، بالفرح، مسربلاً بكل أطواق الجمال، أنقر حنطة الهوى
من يديك، أعجن عمري بماء عطرك، آكل الخبز من ميزر قلبك، أطير ككل القبرات إليك، أغتسل بكوثر جدولك، أرف كنوارس البحر، أحلق في فضاءاتك وحين أتعب من الترحال في أمصار الله الواسعة أطوي شراع السفر، أحط حقائب النوى، ثم ألج بوابة الروح، أيتها البلاد التي ما غادرتها، وما غادرتني…
* * *
وأنت الوحيدة، توءم روحي، والفتاة الوجيدة، أطلي علي، اجعلي نفسي سعيدة
وأسأل: كيف تفرقنا الحياة ونحن معاً، قلباً بقلب، يداً بيد، نبضاً بنبض، وجداً بوجد،
عشقاً بعشق، رشفاً برشف، عطراً، رشقاً برشق، وكيف تفرقنا الليالي؟
تعالي، فإني بشوق لضم وضم، وإني أقول: أنت هواي، لقاء بوعد، وشم لورد، ووشم بحلم.
خالد عارف حاج عثمان