العــــــــــــــدد 9514
الخميس 23 كانون الثاني 2019
بدأ ناقوس الخطر يدق جميع الأبواب، أبواب جميع فئات المجتمع وطبقاته قاطبة، الوضع الاقتصادي الصعب الذي نعيشه هذه الفترة استثنائي بكل تفاصيله أخذ يلامس جيوب الجميع، لا شك أن هناك ضغط عالمي على البلد للتعويض عن الهزيمة والانتقام من شعب أبى الهزيمة والركوع، فكان لابد من وسيلة للتجويع، فتم العمل بمساعدة بعض ضعاف النفوس للاستغلال والتلاعب بقيمة العملة الوطنية وعملة الاستعمار العالمي، والتهويل والتضخيم وإطلاق الشائعات وصعود الأصفر والأخضر و.. وكل ذلك يجب ألا يقاس على بلد زراعي بامتياز يملك من الإمكانيات الزراعية ما يخوله الاستغناء عن العالم بأسره، وخير مثال على ذلك الحصار البري والبحري بفترة الثمانينات حيث تكالبت الدول الاستعمارية على تجويع الشعب وقيادته، فكانت ردة الفعل آنذاك بالصمود والاعتماد على زراعة كل شبر من بقاع البلد وتسخير العقول المدبرة لهذا الشأن والخروج من تلك المحنة بنصر مبين لا زلنا نتغنى ونتلمس نتائجه إلى هذا الحين، لذلك يجب الانطلاق من الذات وخاصة أن غالبية الشعب هم أبناء طبقة فلاحية كادحة لا يعيبنا العودة إلى الأرض وزراعتها وتربية ما تيسر من الطيور والحيوانات الأخرى والاستغناء عن الشراء إلا للضروريات.
أيام التجربة الماضية كان هناك شبه انعدام لمحلات البقالة والخضار لأن الأغلبية من الناس أصبحت تأكل مما تزرع وتنتج، وما يفيض عنها تدخره للشتاء بطريقة التيبيس والتمليح لأغلب الخضراوات والفواكه، فكانت العائلة تحتاج فقط لبعض اللحوم والسكر والزيوت و(أدوات الترفيه)، وبهذه الطريقة الكثيرين لم يشعروا بوجود حرب اقتصادية وعقوبات وحصار وخاصة أبناء القرى واسعة الانتشار، كما أن جبالنا وسهولنا حباها الخالق بكم كبير من الأعشاب والخضار العشوائية الصالحة للأكل وهي ذات قيمة غذائية وصحية عالية، منذ القدم كانت العائلات الميسورة تعيش عليها وتتفنن بطهيها وتقديمها وجبة مميزة عن طريق الفطائر أو طبخها مباشرة، والجدير بالذكر أن هناك من مارس هجرة قسرية إلى المدينة بحكم العمل كانت لهم بصمتهم بممارسة الزراعات المنزلية بالأكياس أو أحواض الفلّين على الشرفات والأسطح كالبصل والبندورة المتسلقة والفاصولياء والبقدونس وغيره، وكانت لها نتائج إيجابية لأصحابها مكنتهم من التوسع بها وتجديدها عدا عن منظرها الخلاب الملفت للنظر ما أصاب الكثيرين بالعدوى والتسابق لهذه الزراعة وإظهار المنتج المميز، لذلك ومن خلال العودة إلى الزراعات المنزلية وتوسيعها واعتبارها الملجأ الآمن تضعف فاعلية الضغط والغلاء على جيوب الناس وخاصة الفقراء منهم.
سليمان حسين