الشجار بين الإخوة!

العدد: 9513

الاربعاء:22-1-2020

 

لا زالت كلماتها في دفاتري القديمة وأدندن ببعضها ليسمعها أولاد إخوتي، وفي لهيب أنفاسهم وغور صراعهم ومشاداتهم ومشاحناتهم أقول وحدقة عيني تشدهم عن بعضهم (آه.. يا محلى قتال الأخوات متل الحنة ع الديات) فأرى الأيدي قد انفك خناقها، وهدأت جولة الصراع، وأظن أن هذا نجده عند الصغار أكثر من الكبار الذين أبصروا الحياة ونفذتها بصيرتهم وفكرهم، فلماذا الصراع يأتي به الصغار لأتفه الأسباب؟

السيد أمجد حداد، علم اجتماع أشار إلى عدة أسباب حيث قال: من الطبيعي أن يتقاتل الأشقاء الصغار ويتشاجرون وليس علينا أن نتوتر ونقيم حلبة صراع فيها الغالب والمغلوب، فمن أسباب شجار الأخوين الملل وارتداء ثياب أحدهما للآخر، وسلب الموبايل من أيدي بعضهما، واللعب باللعبة ذاتها، والاختلاف عندما يتحكم أحدهما ببرامج التلفاز، الفرق في العمر والغيرة عند عدم المساواة بينهما وامتلاك أحدهما مساحة أوسع عند أبويه حيث يتجلى اهتمامهما به دون الآخر، لكن الحلّ بسيط ويكمن في طريقة تعامل الأم والتي هي متواجدة في البيت أكثر من الأب وحاضرة بينهما فعليها أن تنتبه لألفاظها شرط أن تكون مطمئنة لروعهما فتقول (عيرو لعبتك) وإذا لم يفض أمرها لأخيه حددي له البعض لتكون بعدها بين يدي الآخر الذي قبل أن يصبر وينتظر دوره، وحاولي التودد والتقرب مع توجيه العتب واللوم على الأناني منهم، ولتنثري بعض العطف وتلمي به اهتمامهم نحو توجيههم لمد يدهم للمساعدة وتقديم الهدية، وتبادل الأغراض والحاجات، وحاولي أن يكون بينهما حوار وحديث ولو كان فيه جدال عسى أن يصلا لحل يرضيهما، واتركيهما لوحدهما يتساعدان في حل مشاكلهما، لكن إن بدأ أحدهما بالشجار وكبر إلى اللكم والضرب عندها يكون عليك الحسم بعد أن تسحبي الصغير وتطيبي خاطره بالكلام الجميل وتضعي كل منهم في غرفة أو مكان بعيد.
إذا استحوذت على سبب الشجار اليومي حاولي أن تلغيه وتمسحيه عن وجه الأرض، وإذا تحاججا على بعضهما فلا تتركي لهما المجال لذلك، وأوقفي الجدال بكلمة واحدة (سكوت.. ما بدي اسمع) وحذارِ أن تنحازي لواحد منهما حتى لو علمت السبب فيه، عليك أن ترددي بعض الكلمات الودودة ليتعودا عليها، وما عليك عند اقتراب عيد ميلاد أحدهما والذي يثير غيرة الآخر غير أن ترميه في أحضان المناسبة وترمي عليه بمسؤولية أن يعلمك بسرّ أخيه ويسأله ماذا يريد في عيد ميلاده؟ كما يمكنك أن ترددي أمامه ماذا يمكن أن تفعلي بعيد ميلاده القادم ولوحده فقط يكون له ذلك وتسأليه ماذا سيفعل في عيد ميلاد أخيه وأنك ستشاركينه في هديته اليوم لأخيه فذلك يهدئ باله ويستحوذ من قلبه الفرح.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار